#الابتكارومستقبلالحكومات -الجزء الأول: القمة العالمية للحكومات
تعتبر #القمة العالمية للحكومات – التي انطلقت أول قمةٍ لها في 2013م – أكبر تجمعٍ حكوميّ عالميّ يُعقد سنويًا في مجالات العمل الحكومي، كما تُعدّ منصةً دوليةً لتبادل المعرفة واستشراف المستقبل والتكنولوجيا والابتكار و الريادة الفكرية، كما أنها مركزٌ للتواصل بين صنّاع القرار والخبراء والروّاد في مجال التنمية البشرية، كما تعد مكانًا لتحليل الاتجاهات المستقبلية والمشاكل والفرص التي تواجه الإنسانية.
وهي أيضاً فرصةٌ لعرض الابتكارات وأفضل الممارسات والحلول الذكية لإلهام الابتكار ولمواجهة هذه التحديات في المستقبل.
في الشهر الماضي اختتمت في دبي أعمال الدورة الخامسة من (القمة العالمية للحكومات) التي شهدت مشاركةً واسعةً تضم 150 متحدثٍ في 114 جلسةٍ، وحضور أكثر من 4000 شخصيةٍ إقليميةٍ وعالميةٍ من 139 دولةٍ.
كان الموضوع الأبرز في قمة هذا العام هو صلة سعادة الإنسان بإنتاجية الاقتصاد، حيث خُصصت العديد من الجلسات لإلقاء الضوء على السياسات المالية التي يجب على الحكومات اتباعها بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصاديّ وزيادة السعادة.
في جلسةٍ تناولت موضوع (مستقبل السعادة: مهمةُ الحكومات) شارك فيها (3) خبراءٍ من محرري تقرير السعادة العالمي، البروفيسور جفري ساكس خبير الاقتصاد الأمريكي ومدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا، البروفيسور جون هيليويل وهو زميلٌ أولٌ في المعهد الكندي للدراسات المتقدمة وأستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، و اللورد ريتشارد لايارد أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد، في هذه الجلسة أكد الخبراء على:
من أهم مميزات القمة أنها منصةٌ عالميةٌ مكرسةٌ لتعزيز الابتكار الحكومي تهدف إلى الارتقاء بمستقبل الحكومات في العالم، ففي كل عامٍ تحدد القمة جدول الأعمال للجيل القادم من الحكومات مع التركيز على كيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في إيجاد حلولٍ فعالةٍ للتحديات العالمية التي تواجه البشرية.
كما تركز جلساتها على القطاعات الحيوية في الإدارة الحكومية التي تحتاج إلى ابتكارٍ وتجديدٍ يُمكّنان من التقدم نحو المستقبل، ويساهمان في تحقيق الاستفادة القصوى وتعميم المعرفة بين الحكومات.
ولما للابتكار في العمل الحكومي من أهميةٍ كونه أداة رئيسية للتحول من المعايير القديمة التي تركز على الأداء الاقتصادي إلى المعايير التي تقيس فعالية الحوكمة وتركز على إيجاد حلولٍ فعالةٍ للتحديات التي تواجه الحكومات، فسنتناول عبر عددٍ من الأجزاء توضيح هذا المفهوم ومدى الحاجة للابتكار الحكومي في عالمٍ يتغير باستمرارٍ، الأسباب وراء حاجة الحكومة للابتكار، المحاور التي تمكن الحكومة من الابتكار لخدمةٍ أفضل، مع استعراضٍ لأهم التجارب الحكومية الخلاقة في أداء الخدمات.