معقول؟ ألم نُشبع هذا الجسم البشري صغيرَ الحجم اكتشافاتٍ بآلاف العمليات والأبحاث وغيرها؟ إنه ليس كالكرة الأرضية شاسعة قد نغفل عن شيء فيها، بل هو بين أيدينا، وتقوم عليه آلاف العمليات الجراحية يوميًا. ويُدرس بكل خطٍ فيه في كليات الطب.
في الحقيقة نعم، نشرنا منذ 4 سنوات عن اكتشاف نسيج جديد في جسم الإنسان لم يكن معروفًا. والآن العلماء اكتشفوا غددًا لعابية لم يكونوا قد انتبهوا لها من قبل. فسبحان الله.
تقع تلك الغدد اللعابية في البلعوم الأنفي البشري. وقد اكتُشِفت بينما كان يتم فحص مرضى سرطان البروستات عن طريق إجراء نوع معين من الصور يُسمى “التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني” باستخدام مواد ترتبط بمستضدّات موجودة في نسيج البروستات (PSMA PET/CT)، حيث لاحظ الباحثون ظهورَ عضوٍ غير معروف سابقًا في الصورة متوضعًا في البلعوم الأنفي!
شوهد هذا العضو عند إجراء الصورة لـ 100 مريضٍ مصابٍ بسرطان البروستات، كما تم تقييم خصائصه المورفولوجية والنسيجية عند فحص جثتين بشريّتين.
وأظهرت النتائج، وبتأكيد علم الأنسجة وإعادة البناء ثلاثي الأبعاد، وجودَ مجموعتين من الغدد المخاطية المعبرة عن PSMA (المستضدات الموجودة في نسيج البروستات) بمتوسط طول 4 سم، مع قنوات تصريف متعددة، ومتوضعة بالقرب من “الحيد النفيري” (في البلعوم الأنفي).
كما تمت دراسة التأثير الإشعاعي على إفراز اللعاب والبلع باستخدام البيانات السريرية التي تم جمعُها من مجموعة من مرضى سرطان الرأس والعنق (723 مريضًا)، ووجد الباحثون أن هناك علاقة بين جرعة العلاج الإشعاعي وجفاف الفم أو عسر البلع.
وبهذا كما رأينا قد تم اكتشاف زوجٍ من الغدد اللعابية التي كانت مجهولةً في السابق، وتجنبُ تعريض هذه الغدد للأشعة لدى في المرضى الذين يتلقّون العلاج الإشعاعي يوفر فرصةً لتحسين جودة حياتهم.
فسبحان من قال: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
المصدر :
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0167814020308094