الفرق بين المرأة و الرجل – الجزء الأول: فرق التفكير والعواطف
كنا طرحنا منشورا قبل الأمس يحمل هذا السؤال لأعضاء وزائري الصفحة ألا وهو : ما هي فروقات التفكير والعواطف بين المرأة والرجل ؟؟
وعلى قدر ما ترتبط بعض هذه الفروقات باختلافات جسدية وجينية بينهما : على قدر ما يمكن ملاحظة الكثير من هذه الفروقات بالحس المباشر من حياتنا اليومية ومما لا يحتاج إلى تدليل علمي .. وسنذكر أهم تلك الفروقات فيما يلي في نقاط …. مع كل الشكر للذين شاركوا في الإجابات – ونخص منهم (وإن كان لنا بعض ملاحظات عليهم) :
الدين النصيحة – Josef Zakkour – عائشة الحرة – Dhia Hima – Hassan Khalifa
—————————–
1- لن يتم فهم الاختلافات جيدا إلا بإدراك أن الله تعالى خلق كلاً من الرجل والمرأة متكاملين (أي كلٌ منهم يُكمل الآخر ويختلف عنه) – ومن هنا تسقط كل دعاوى ومزاعم المساواة بينهما – فالمساواة لا تعني العدل – المساواة قد تكون ظلماً إذا تجاهلت الفروقات الفردية أو النوعية في حين العدل هو مراعاة تلك الفروقات (كمثال الصورة الشهيرة لثلاثة أشخاص قصير ومتوسط وطويل والظلم الواقع على القصير إذا أحضرت له كرسياً قصيراً لن يستفيد منه للنظر من فوق الحاجز في حين سيستفيد منه الطويل !! والصواب : أن تحضر للقصير كرسياً يكفيه للنظر من فوق الحاجز حتى ولو كان أطول من كرسي الطويل).
إذن :
الاختلاف بين الرجل والمرأة هو كالاختلاف بين تروس الماكينة داخل الأسرة والمجتمع – فكما ان لكل ترس حجمًا وشكلًا وسنونًا مختلفة عن الآخر بما لا يمكن أن تضعه في مكان آخر وتتوقع أنه سيؤدي نفس الغرض : فكذلك هناك حدود لقدرات ومواصفات المرأة والرجل وأعمالهما التي يجيدانها : إذا تخطيتها تكون قد ظلمت كلًّا منهما !!
2- ولهذا توجد مؤثرات جسدية كثيرة تؤثر على طريقة تفكير وعواطف كلٍ من المرأة والرجل (ليس المجال مجال تفصيلها في هذا الجزء، وإنما الجزء الثاني) مثل :
– الدورة الشهرية عند المرأة وما يلازمها من تغيرات نفسية ومزاجية وعصبية.
– وكذلك الحمل والولادة والرضاعة (ولذلك يوصي الإسلام دومًا بمراعاة المرأة).
– أيضا ما يصاحب ذلك من الشعور بالحرارة الداخلية أكثر من الرجل.
– التغيرات الجسدية في سن انقطاع الدورة الشهرية وانعكاسها النفسي.
– وجود بعض الصفات الجينية الخاصة على الكروموسوم أو الصبغي (X) – مما يعني أن هذه الصفات توجد بصورة مُركزة أكثر عند المرأة بالمقارنة بالرجل (لأن كل النساء تحمل صبغيات XX في حين الرجال تحمل صبغيات XY).
– وذلك مثل القدرات البصرية عند المرأة في ملاحظة التفاصيل والألوان في مقابل نسبة أكبر عند الرجال من الإصابة بعمى الألوان.
3- توجد أبحاث أخرى تتعلق بقدرات المرأة على التواصل الكلامي واللفظي أكثر من الرجل – وهو يفسر الكثير من القدرات والتصرفات لديهن في هذا الصدد – مثل كثرة الكلام وعدم تداخل الفهم فيه وإنما تفصيله واستيعابه وكذلك قوة الحفظ – ومن أشهر تلك الأبحاث كانت دراسة بجامعة ميريلاند الأمريكية نشرت بجريدة علم الأعصاب المتخصصة Neuroscience والتي شاركت فيها الباحثة مارجريت مكارثي وغيرها – وكان مما خرجت به الدراسة أن المرأة تتكلم بمتوسط 20 ألف كلمة يوميا : في مقابل 7 آلاف فقط للرجل !! وذلك راجع لزيادة نسبة بروتين Foxp2 في دماغها عنه.
الرابط :
اضغط هنا
4- وقبل أن نستكمل باقي الفروقات نود التنبيه مرة أخرى هنا إلى أن كل تلك الاختلافات عندما نضع بعضها بجانب بعض : نتيقن من حكمة البارئ عز وجل عندما خلق الذكر والأنثى مختلفين يُكمل كل منهما الآخر ولكل منهما دوره الأساسي في الحياة – نعم قد يتعرقل هذا الدور أو يتغير حسب الظروف ولكن يبقى الأساس والأصل وكل ما يطرأ عليه يكون غير مريح للجنسين !! وصدق الله :
” وليس الذكر كالأنثى ” آل عمران 36.
5- فدقة ملاحظة المرأة وكثرة كلامها وحصيلتها اللفظية وقدراتها التواصلية والاجتماعية واهتمامها بأدق التفاصيل عكس الرجل : هي من أنسب ما يكون للرعاية بالأطفال والأبناء والزوج والقيام على شؤونهم وشؤون البيت !! وذلك في مقابل ضعف جسماني عن الرجل بما يؤهله للقيام بالعمل الشاق خارج المنزل ليعود منتظرا الراحة في بيته .. ولا يمنعه ذلك (لو تخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم) من الاستسلام والاستماع لزوجته تفضفض بما لديها من كلمات معه حتى ولو لم يعلق على كلامها – ففي السنة النبوية نجد حديثا طويلا يروي لنا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل مشاغله الدينية والقيادية والحاكمية والدنيوية للأمة : فهو يستمع لأمنا عائشة وهي تحكي له حكاية 11 امرأة مع أزواجهن !! وهو الحديث المشهور بحديث (أم زرع) في البخاري ومسلم.
6- وفي الوقت الذي يغلب فيه على النساء (وخاصة الزوجات) النوم في البيت للراحة حتى قد يُصاب الأزواج بالغضب ويحسبونه (كسلاً زائداً) فإن العلم يُحدثنا عن زيادة قوة ووزن وتغذية العضلات في الرجل عن المرأة – وكذلك قلة كريات الدم الحمراء في المرأة عن الرجل بنسبة 20% – وهو ما يعني أنهن يتعبن أسرع وأكثر من الرجال إذا تعرضن لنفس المجهود الجسمي في العمل وفي نفس الفترة – وقد فسر ذلك زيادة الحوادث بنسبة 150% بين النساء البريطانيات أثناء الحرب العالمية الثانية بعد رفع عدد ساعات العمل من 10 ساعات إلى 12 ساعة في حين لم يؤثر ذلك على الرجال.
الرابط :
اضغط هنا
7- فإذا جئنا إلى طريقة التفكير التفاعلي والعواطف : نجد أن المرأة ومنذ فترة طفولتها وهي عاطفية في تفكيرها وتصرفاتها وخصوصا في انفعالاتها (أي تطغى العاطفة عليها وقت الانفعال) – وذلك بعكس الرجل الذي لا تتأثر طريقة تفكيره عاطفيا عند الانفعال بنفس النسبة (ولذلك من حكمة الله تعالى أن جعل عصمة الطلاق في الزواج بيد الرجال في الأساس إلا أن يتنازل عنها أحدهم لزوجته في عقد الزوجية) – كما أوصى رسول الله كثيرا بالنساء وخاصة في آخر وصية له في حجة الوداع – وهو الذي وصفهن بأنهن كالقوارير (ومعلوم أن القوارير سهلة الكسر مما يدفع الرجل لمزيد العناية بالتعامل معهن بحرص)
8- فأنت إذا راقبت مجموعة من الفتيات ومجموعة من الصبيان وهم يلعبون معا في المدرسة أو غيرها : ستجد فارقا ملحوظا جدا في نوعية وكيفية اللعب !! فالبنات يملن إلى الألعاب الجماعية والتفاعلية الرفيقة والمحاكية للحياة غالبا – أما الصبيان فيميلون إلى الألعاب التي يكون التميز الفردي فيها ملحوظًا حتى لو كانت جماعية مثل كرة القدم ونحوه – وكذلك الألعاب تتسم بالعنف سواء في النوعية أو الأداء – بل يكفي لإدراك أحد أهم الفروق في مراقبة ما إذا أصيبت إحدى الفتيات مثلا أثناء اللعب والتفاف بقيتهن حولها يواسينها وربما جلسن معها – وبين إصابة أحد الصبية في اللعب إذ يكفيهم أن يتم استبعاده طالما لم يتأذَّ بشدة ويجلس بجوارهم بكل بساطة ويستمر اللعب.
9- المرأة منذ الصغر وهي كائن رقيق يبعث على البهجة في النفس والرقة في القلب – ولذلك فهي تنشأ على حب التزين وحب الظهور ومراعاة كيفية نظر الناس إليها – ولذلك فعند البلوغ ولأنها تستشعر مراقبة الناس لها فينعكس ذلك على ظهور صفة الحياء الفطري لديها بصورة كبيرة جدا – ويظل معها (إذا حافظت هي وأسرتها ومجتمعها على فطرتها السليمة) بعكس الشاب أو الرجل الذي لا يتوقف كثيرا عند مسألة البلوغ عن حب الظهور وإثبات الذات والإقدام والمخاطرة على الأشياء.
11- الرجل يميل دوما إلى استخدام وفهم أكبر للخرائط المكانية والذهنية والعلاقات بين الأشياء – وعندما يستهدف شيئا معينا فهو يستوعب كل تركيزه إلى الانتهاء منه – بعكس المرأة التي يمكنها نفسيا وعصبيا التعامل مع أكثر من شيء وهدف في وقت واحد – وهذا من حكمة الله تعالى أيضا لتمكينها من أداء أكثر من وظيفة في بيتها – بل : وقد تجدها تحفظ قرآنا أو علما معينا في دراستها في أثناء عملها لشيء آخر رتيب ومتكرر – وهو ما يعجز عنه الرجل
أيضا الرجل لديه تأثر كبير جدا بمفاتن جسد المرأة فيظل منجذبا لها على الدوام (وهو ما يصرف عنه التفكير في اعتزال متاعب الحياة بسبب الأسرة) – بعكس المرأة التي تهتم أكثر بعواطف الرجل ومشاعره وما يمثله لها من أمان واطمئنان نفسي ومادي (وهو ما يوفر لها الإحساس بالاستقرار الدائم مع زوجها والوفاء له).
12- بالنسبة للقرارات وللذكاء : فلا فرق في أصل كل ذلك بين الرجل والمرأة – ولكن مشكلة المرأة – كما أشرنا منذ قليل – هي عند الانفعال حيث ساعتئذ يصعب أن تنتظم قراراتها أو ما يصدر عنها من كلام تحت تحكم العقل – ولذلك ما زال الرجال يوصي بعضهم بعضًا بعدم مؤاخذة نسائهم فيما يصدر عنهن من كلام جارح أو مستفز عند غضبهن (وهي نصيحة زوجية ونبوية غالية).
أيضا المرأة تميل إلى التصرفات الحالية في أمور المعيشة وراحة البيت ومطالبه – في حين الرجل (ولأنه غالبا مالك المال) فهو الأدرى بما يناسب الإنفاق الآن أو الأنسب تأجيله – خصوصا أن أكثر الرجال لا يميلون إلى إعطاء تفاصيل حياتهم المادية ودخلهم إلى زوجاتهم – ومن هنا : فعلى الزوجة ألا تغضب كثيرا أو تتوقف عند مثل هذه التصرفات من الزوج والتي قد تبدو غريبة لها إذا كان زوجها ممَن يميل إلى عدم إشراكها في خطته المالية ودخله.
مثال :
المرأة تريد شراء احتياجات للمنزل بالحجم العائلي والذي يكون أغلى بالطبع – مثلا كيس أرز 30 كيلو بدلا من 5 كيلو كيس مسحوق غسيل 20 كيلو بدلا من 2 كيلو وهكذا ولكن الرجل يمانع ويعارض – فالمرأة هنا لا تجد سببا للمعارضة لأن هذا بالفعل ما سيستهلكه البيت من حاجات طيلة الشهر – أما الرجل فيعرف أن حالته المادية الآن ضعيفة لمصاريف المدارس مثلا – وأنه إذا صبر إلى يوم 20 في الشهر فسوف يأتيه مال – ولذلك فالأفضل عنده هو قضاء الشهر إلى يوم 20 بالطلبات العادية غير الغالية إلى أن يتيسر الحال … وهكذا ..
13- بالنسبة للمرأة وفهمها لمطالب الرجل وتذكرها لكلامه لها : فغالبا ما لا ينضبط ذلك أيضا بالصورة المُرضية للرجل أو كما يتوقع من رجل لرجل !! والسبب أن المرأة غالبا ما تأخذ علاقتها مع زوجها مأخذًا عاطفيًّا – وعلى هذا فهي قد تتذكر أدق أدق التفاصيل في لحظات فرحها أو حزنها معه – في حين قد لا تتذكر كلاما بالساعات معها يوجهه زوجها إليها مثلا !!
14- كذلك المرأة عطشى دوما للحنان والعطف – بل وللعطاء – ولذلك تجدها رغم كل آلام الحمل والولادة والرضاعة والعناية مع الأبناء : فهي تحن للولادة من جديد – وتسعد بالعطاء العاطفي لزوجها وأبنائها ولو بدون مقابل يماثله – وهي التي تبقى غالبا أرأف بالأب أو الأم حتى رغم زواجها – في حين أن الرجل تمثل حاجاته النفسية مع زوجته في إشعاره بقوته وبحاجتها له وأنه يُمثل السند الأصيل لها في الدنيا من بعد الله عز وجل وبديلا عن أهلها الذين تركت بيتهم إلى بيته – وعلى هذا تكون المرأة أقوى ما تكون في التأثير على زوجها وعلو مكانتها عنده : إذا أشعرته بقوته وضعفها وطاعتها له (وابتعدت عن دور الند والمشاكس والمجادل له) – ويكون الزوج أفضل ما يكون في عين زوجته وقلبها : إذا أشعرها دوما بمكانتها في قلبه ومحبته لها وأنها المأوى الأكبر له عاطفيا وجسديا وأنه يهتم بشأنها وحماية جنابها والتفاخر بها أمام أهله أو أهلها ومعارفها ومدحها على جميل صنيعها معه.
15- وللتدليل على أن تلك الفروقات هي فروقات عالمية (أي لا تختلف باختلاف البلدان في كل مكان في العالم) وأن ذلك يهدم تماما خرافة (التنوير النسوي) و (الفيمينز) في بلادنا العربية والإسلامية التي يريدون حمل نساء المسلمين عليها بأن تترك كل هذه الفوارق وراء ظهرها وتتعامل وكأنها رجل !! فإليكم ملخص رائع لما جاء في الكتاب الشهير :
(الرجال من المريخ والنساء من الزهرة – الدليل الكلاسيكي لفهم الجنس الآخر)
Men Are from Mars, Women Are from Venus: The Classic Guide to Understanding the Opposite Sex
للدكتور جون جراي John Gray
حيث جاء فيه باختصار (ولاحظوا أن الجهل بهذه الأشياء هو ما يصنع الخلافات والشجارات كثيرا بين الأزواج للأسف) :
16- للمرأة قيم معينة مثل :
الحب، المشاركة، الجمال، التواصل.. ولهذا فإن تقديم زوجها المساعدة لها يشعرها بالحب، ويا حبذا لو كانت هذه المساعدة دون أن تطلبها.
في حين قيم الرجل مثل :
القوة، الكفاءة، الفعالية، الإنجاز.. وعليه فتقديم الزوجة المساعدة لزوجها وخاصة دون أن يطلبها يشعره بأنه يفتقر إلى الكفاءة والقدرة على الإنجاز، والرجل غالباً لن يطلب المساعدة بشكل مباشر، لكن المرأة الذكية بفهمها تستطيع أن تعرف متى يكون محتاجاً للمساعدة، ومن ثم تقدمها له دون أن تعطيه إحساساً أنها الأفضل أو الأذكى.
(هذا الموقف وقع حرفيا في صلح الحديبية عندما عارض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الشروط الظالمة لكفار مكة على المسلمين – ثم عرضت زوجة النبي أمنا أم سلمة رضي الله عنها عليه حلا عمليا لإنهاء هذا الموقف بينه وبين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين)
17- للمرأة احتياجات ومنها :
حاجة الشعور بعناية الرجل بها – حاجتها للشعور بتفهم الرجل لها واستماعه إليها وتقبله لاختلاف وجهات النظر معها – حاجتها للشعور بالاحترام بأن يعترف بحقوقها عليه وحقوقها في المجتمع بوجه عام – حاجتها للشعور بالاهتمام بها وأنها على رأس أولوياته – حاجتها للشعور بتأييده لها ودعمه المستمر – حاجتها للشعور بحبه لها وطمأنتها لثبات هذا الحب بتكرار ذلك التأكيد لها كلما طلبته وبدون أن تطلبه.
وأما احتياجات الرجل :
فحاجته إلى ثقة زوجته به في أنه يعمل على راحتها وأبنائهما – حاجته إلى قبول زوجته به بكل أحواله وظروفه وحتى نقاط ضعفه – حاجته إلى إشعارها له بالتقدير دائما – حاجته إلى إشعارها له بالإعجاب وأنه رجلها الوحيد – حاجته إلى التشجيع الدائم منها بما يحبه من كلام وأفعال تعينه على استكمال مسيرة تعبه في الحياة.
(وهنا ملحوظة مهمة تغفل عنها الكثير من النساء للأسف وهي : أن الأصل في المبادرة بمثل هذه المعاملات للطرف الآخر هي الزوجة – عليها أن تبدأ أولا إذا أرادت أن يبادلها الزوج نفس التشجيع والمعاملة الحسنة فيما بعد – وإلا فالزوج أو الرجال عموما إلا مَن رحم الله يتعاملون في حياتهم العاطفية والعملية بمبدأ الحساب والأخذ والعطاء – بعكس المرأة التي تستعد فطريا للعطاء بغير مقابل).
18- في حالات الضغط العصبي أو النفسي :
فإن الرجل يميل دوما إلى الصمت والانعزال والشرود والتفكير لحل مشاكله – أو بتعبير جون جراى المؤلف : فإن الرجل «يدخل الكهف» !! حيث إن وجد الحل خرج وإن لم يجده يحاول التشاغل بأنشطة لا تتطلب تركيزاً مثل تصفح الإنترنت أو يتنقل بين قنوات التليفزيون أو يلعب ألعاب الفيديو.. إلخ
وعليه :
فعندما يدخل الزوج إلى كهفه : فعلى الزوجة أن تعي أن ذلك لا يعنى أبدا تجاهله لها أو عدم اهتمامه بها – وعليها كذلك ألا تلح عليه ليخبرها بما يضايقه أو ما يفكر فيه أو يتحدث معها
وأما المرأة :
فتميل إلى الكلام وقت الضغط العصبي أو النفسي لحاجتها أكثر من الرجل إلى مَن يعاضدها ويتعاطف معها ويتفهمها ويقويها.
19- للأسف كثيرا ما تسيء المرأة لغة الحوار مع الرجل : وبالتالي كثيرا ما سيفهمها الرجل خطأ ويتصرف على هذا الأساس إذا تعامل مع كلامها حرفيا كما يتعامل مع باقي الرجال !! فمثلا :
تقول المرأة «أنت لم تعد تحبني كما كنا أول زواجنا» فهنا : يفهم الرجل هذه الجملة كما هي تماما ويظن أنها تقصد أنه لا يهتم بها أو لا يحبها على الإطلاق : بينما هي في الحقيقة تريد أن تقول له «قل لي أحبك كما كنا أول زواجنا» !!
فمشكلة المرأة هي في (التعميم) – ومشكلة الرجل هي في أخذه ظاهر الكلام – ولذلك قد تقول كثير من النساء لأزواجهن «طلقني» : وتحسب بذلك أنه سيقول على الفور : «أنا لا أستغني عنك أبدًا» !!
20- الطبيعة النفسية ..
بالنسبة للرجال : فهم كالمطاط !! حيث توجد دورة طبيعية عند الرجل يحتاج فيها من فترة إلى أخرى أن يأخذ مسافة من زوجته حتى يعود من جديد – فيريد أن يخرج مثلا مع أصدقائه أو يفعل أي شيء آخر مما تستلذه نفسه ويستمتع به منفردا.
وعليه :
يجب أن تعرف الزوجة أن ذلك لا يعني أنه لم يعد يحبها أو أنه يتهرب منها !! ولكن إذا تركتِه سيتم شحنه عاطفيا ونفسيا ليعود نشيطا مقبلا عليك من جديد !! فلا تفسدي عليه تلك الفترة !!
وأما المرأة :
فهي متقلبة عاطفيا كالموج !! حيث نجد مشاعر الحزن يجب أن تطفو من وقت لآخر على السطح حتى بدون وجود سبب واضح (هي تعزوه دوما إلى القلق في حياتها أو خلاف مع زوجها إلخ) !! وفي تلك الفترة فهي تصل فى مشاعرها السلبية إلى الحضيض الذي ربما وصل إلى البكاء، ولا شك أن ذلك يكون مربكاً للرجل لأنه لا يفهم ما يضايقها وقد يظن أنه السبب، وعندما يقدم لها النصيحة ولا يجد أنها تحسنت يشعر بالفشل، وهنا على الزوج أن يفهم أنها في ذلك الوقت لا تحتاج إلا جواره لها وقربه منها وطمأنته لها وتعاطفه معها.
نرجو أن نكون أنهينا هذا الجزء الأول بنجاح – وانتظرونا في الجزء الثاني بإذن الله تعالى بعد قراءة تعليقاتكم ومعلوماتكم عن الفروقات الجسدية والفسيولوجية بين المرأة والرجل.