ما الذي يجعل زملاءك في العمل يحصلون على تقييمات مرتفعة بالرغم من أدائهم لنفس عملك؟
تنقسم المهارات التي يحتاجها الأفراد والشركات للنجاح في الأعمال التجارية عادة إلى فئتين:
• المهارات الصلبة (الصعبة): وهي الخبرة التقنية المطلوبة للقيام بمهمة ما، ويشار إلى العمليات والأدوات والتقنيات بـ: المهارات الصلبة.
• المهارات الناعمة (اللينة – السلِسة): وتُعرف المهارات الناعمة بأنها مهارات شخصية داخلية، ضرورية للتنمية الشخصية، والمشاركة الاجتماعية، والنجاح في مكان العمل.
وينبغي تمييزها عن المهارات التقنية أو الصلبة، فهي مهارات غير تقنية، وقدرات، وسمات مطلوبة للعمل في بيئة عمل محددة، ويُنظر لها على أنها مهارات تتعامل مع قضايا المورد البشري الذين هم جزء من المشروع، وتُعتبر المهارات الناعمة ضرورية للتعامل مع الناس أما المهارات الصعبة فمُهمّة للتحليل والتنبؤ.
تاريخيًا، كان يُعتمد بشكل كبير على المهارات الصلبة باعتبارها أهمّ لشغل الوظائف، وعلى الرغم من وجود الكثير من الحالات التي سُرِّح فيها أشخاص ممن تتوافر لديهم مهارات صلبة بشكل جيد؛ وذلك بسبب نقص في المهارات الناعمة، بما في ذلك ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل.
أما اليوم، فإنّ عجلة التغيير تدور فيما يتعلق بالمهارات المطلوبة للعمل، كما ورد في الكثير من الدراسات الاستقصائية والتقارير المقدَّمة من رجال الأعمال، ليس فقط فيما يتعلق بازدياد أهمية المهارات الناعمة بل بأهمية منافسة وتجاوز أولئك أصحاب المهارات الصلبة. هذه المجموعة من المهارات المطلوبة والمرغوبة بشكل كبير يُطلق عليها حاليًا اسم: (مهارات التوظيف) أو (المهارات الأساسية).
ويُبحث حاليًا في سوق العمل عن خريجين يتمتعون بـ: مهارات الاتصال، والتعاطف، والتحفيز، وقدرات صنع القرار، وقدرات التخطيط، وقدرات الارتجال، ومن يُتوقع منهم أن يملكوا تفكيرًا استباقيًا وقدرة على حل المشاكل بطريقة خلّاقة، والكثير من المهارات التي لا ترتبط بالجزء الفني.
وأظهرت دراسة أجرِيت نتيجة أنّ العلاوة المدفوعة لمن يمتلكون المهارات الناعمة تضاعفت خلال العقود الماضية، وأُوجِد توافق واسع في الآراء حول الدور الإيجابي للمهارات الناعمة على الفرد، وقابلية التوظيف وغيرها من نتائج سوق العمل.
أنواع المهارات الناعمة:
تتمثل أبعاد هذه المهارات في: إدارة المهام، وإدارة الحياة المهنية، وإدارة الذات، وإدارة الآخرين (بما في ذلك الرؤساء والمرؤوسين والأقران والعملاء، وما إلى ذلك). يُشتقّ منها مجموعة أساسية من المهارات الناعمة الشائعة في معظم البرامج، وهي: الاتصالات اللفظية، والاتصالات غير اللفظية، ومهارة الاستماع، ومهارات الكتابة والعرض، وإدراك الذات، والوعي الاجتماعي، وإدارة العلاقات، وإدارة الصراعات، والقيادة، والعمل الجماعي، والذكاء العاطفي، ومهارات التفاوض، وإدارة التغيير، وحل مشكلات الفريق.
ويمكن ذكر مهارات أخرى تبعًا لآراء بعض الباحثين، مثل: النزاهة، والمجاملة، وتحمل المسؤولية، والتعامل بإيجابية مع المواقف، والمرونة، والعمل الجماعي، والالتزام بأخلاقيات العمل، وإدارة الوقت، والتفكير النقدي.
الجدير بالذكر أنّ إطلاق اسم المهارة الناعمة على مهارة ما يختلف باختلاف المجتمع الذي توجد فيه والمنظمة التي تعمل بها.
اكتساب المهارة الناعمة:
بشكل عام، يصعب تدريس المهارات الناعمة وخاصة في القاعات الدراسية كما أن السمات الشخصية والسلوكيات في العمل والصفات الفردية يصعب تقييمها للغاية.
بينما يرى آخرون أن تدريسها ممكن، حيث يمكن للمرء ممارسة طرق بديلة للتعامل مع من حوله، حيث إنّ المهارات مثل الانضباط والالتزام ليس من الممكن أن تفتقد أو تمتلك بل هي خيارات يلتزم بها الفرد أو لا يلتزم، وإنّ تدريس المهارات الناعمة إلى جانب المهارات الصلبة في مرحلة التعليم يدل على أنّ الفرد يتناول ككيان كامل؛ حيث إنّ اكتساب المهارات الناعمة مهم جدًا لنجاح الفرد ضمن عمله بقدْر أهمية المهارات الصلبة.
ومن ثَمّ يمكن تدريس المهارات الناعمة واكتسابها حتى لو لم تكن صفة يمتلكها الفرد وذلك من خلال طريقتين:
الأولى: هي الحصول على تدريب رسمي عن طريق مدربين محترفين والحصول على شهادة تثبت القيام بالخضوع للعملية التدريبية.
الثانية: هي التدريب الذاتي، وهي أن يقوم الفرد بتطوير نفسه بنفسه كالبدء بالتواصل الفعال مع مجموعة صغيرة ممن حوله كالأقارب والجيران، ومن ثم تطويرها بالممارسة شيئًا فشيئًا.
المصادر:
Stakeholders on Soft Skills Development of Students: Evidence from South Africa Estelle Taylor Potchefstroom Campus, North-West University, Potchefstroom, South Africa
http://www.ijello.o