كل شيء في هذا الكون هبةٌ ونعمة من الله، وكذلك جسم الإنسان بما فيه من أعضاء، خاصةً الكليتان، ولقد سمعت بأشخاص أُجريَ لهم زرع كلية، وأشخاص يطلبون متبرعًا بكلية، فماذا تعرف عن هذا الموضوع؟
تشبه الكليتان حبة الفاصولياء في الشكل، وتقعان على جانبي العمود الفقري تحت القفص الصدري. أما عن وظيفتهما الرئيسية؛ فهي فلترة نواتج العمليات الاستقلابية الموجودة في الدم وإفراغها عبر البول. (ولها وظائف هامة أخرى، مثل مشاركتها في صناعة الدم). وحينما تفقد الكلية قدرتها على الفلترة وتتراكم المستقلبات الضارة في الدم (الفشل الكُلوي) ينبغي زرع كلية جديدة.
أولًا: أهم ما يجب معرفته بالنسبة لمن تلزمه زراعة كلية:
– الأسباب؛ نقوم بالزراعة حينما يصاب المريض بالفشل الكُلوي وأشهر أسبابه:
1). السكري. (لذا انتبه على ضبط سكر الدم عندك).
2). ارتفاع الضغط الدموي المزمن غير المضبوط. (فإن كنتَ مريضَ ضغط، فانتبه لضغط الدم ليكون جيدًا دائمًا، وقسه دوريًا).
3). التهاب كبيبات الكلى المزمن. (وهو التهاب وندبة نهائية في وحدات الفلترة الدقيقة، ولهذا أسباب كثيرة، شرحناها في مقالات سابقة).
4). المرض الكلوي متعدد الكيسات.
فوائد الزراعة مقارنة مع الغسل الكلوي :
– نوعية الحياة أفضل.
– خطر الموت أقل.
– قيود غذائية أقل.
– التكاليف الإجمالية أقل.
موانع أو مضادات استطباب الزراعة:
– تقدم العمر (لا يستطيع أن يخضع للعملية، لذا يجب على مرضى السكري والضغط المتقدمين في السن أخذ حذر مضاعف).
– الأمراض القلبية الشديدة.
– الأمراض العقلية غير المُسَيطر عليها بالكامل.
– الخَرف.
– الكحول أو المخدرات.
– أي عامل يؤثر على سلامة المريض سواء داخل العملية أو الأدوية المثبطة للرفض.
المخاطر؛ يهدف زرع الكلية لمعالجة أمراض الكلية المتقدمة وقصورها ولكن هذا غير كافٍ للشفاء أحيانًا، أما المخاطر فهي:
1). المخاطر المرافقة للجراحة ذاتها.
2). رفض الكلية مناعيًا.
3). التأثيرات الجانبية للأدوية المثبطة للرفض المناعي.
مضاعفات الزرع؛ تحمل جراحة زرع الكلية مضاعفات خطيرة من أهمها:
1). حصول خثرات دموية.
2). نزف غير مسيطر عليه.
3). تسريب أو انسداد الحالب (أنبوب عضلي يصل بين الكلية والمثانة).
4). حصول عدوى أثناء العملية.
5). فشل الكلية المتبرَع بها.
6). رفض الكلية المتبرَع بها.
7)العدوى أو السرطان المنقول مع الكلية المتبرع بها.
8- سكتة أو هجمة قلبية (وخصوصًا في حال خضوع مريض قلب لهذه العملية).
*ملاحظة: لكنَّ الكلية الجديدة جسم غريب. وبالتالي سيهاجمه جهاز المناعة عند المتلقي! فما الحل؟! ببساطة، تُعطى أدوية تمنع هذا الرفض، تثبط بعض وظائف المناعة. لكن لها بالطبع تأثيرات جانبية.
التأثيرات الجانبية للأدوية المثبطة لرفض:
1). العدوى. (وهذا من المؤكد أنه تأثير جانبي، وذلك لتثبيط بعض أجزاء العملية المناعية).
2). ترقق العظام و تنخرها
3). السكري.
4). زيادة نمو الشعر أو فقدانه.
5)ارتفاع ضغط الدم.
6). ارتفاع الكوليسترول.
7). زيادة احتمال الإصابة بالسرطان، وخاصةً سرطان الجلد والليمفوما. (مرض يصيب الجهاز اللمفاوي مما يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي).
8- بثرات.
9). وذمة.
10). زيادة الوزن.
كيف نعلم أن الكلية التي سيتم زرعها مناسبة للمريض؟
وهذا من خلال:
1). نمط الدم:
قبل الزرع، يجب أن تكون زمرة الدم مناسبة بين المعطي والآخذ، ولكن يمكن الزرع إن كانت الزُّمَر مختلفة مع علاج طبي إضافي قبل وبعد الزرع، لتقليل خطر الرفض المناعي.
2). نمط النسيج:
أو ما يعرف باختبار مستضد الكريات البيضاء البشري (HLA). يقارن هذا الاختبار بين العلامات الجينية التي تبين أرجحية دوام الكلية المزروعة. والتطابق الجيد سيقلل من الرفض.
3). تطابق العبور:
وهذا لنرى كم من الممكن أن يهاجم الجهاز المناعي الكلية الجديدة. بقياس تفاعل أضداده مع مستضدات المتبرع.
نسبة النجاح:
تؤثر العديد من العوامل في القبول والرفض مثل العمر والتطابق والصحة العامة. عمومًا قد تقدر نسبة نجاة الكلية المزورعة وسطيًا بــ:
– بعد سنة: 95%.
– بعد خمس سنوات: 85-90%.
– بعد عشر سنوات: 75%.
ثانيًا: ما وضع المتبرع؟ هل الأمر بسيط فعلًا كما يتصوره البعض؟ أم هو خطيرٌ جدًا كما يظنه البعض؟
أ- لا يغير التبرع من العمر المتوقع للشخص المتبرِّع، لكن قد يؤدّي لمخاطر طويلة الأمد مثل:
1)ارتفاع الضغط الدموي.
2)البيلة البروتينية.
3)انخفاض في وظيفة الكلية.
ب- الوقاية من المضاعفات الناتجة عن التبرع:
إذا كنتَ بصحّة جيدة، فلن تحتاج لحمية غذائيّة معيّنة، لكن يجب الابتعاد عن الرياضات المجهدة.
تعليق الباحثون المسلمون:
كما نرى فالتبرع بالكلية ليس بالبساطة التي يدَّعيها البعض، وفي الوقت ذاته ليس بالسوء الذي يظنه البعض. كل ما على المتبرع أن يبتعد عن الرياضات المجهدة لجسده كوقاية. ونرى أيضًا أن يقوم بمراقبة ضغطه الدمويّ.
التبرع بالكلية يعني إنقاذ نفس من الموت. وأي عملٍ أفضل عند الله من إنقاذ نفسٍ مسلمة! فما بالك إن كان من أقربائك فيزداد الأجر أجورًا. وبالنسبة للمضاعفات فنرى أن يقوم المتبرع بمتابعة حالته دوريًا، وذلك ليسيطر على أي مضاعفة منذ بدايتها، قبل أن تصبح مشكلة.
و نصيحتنا لكم بعد الزرع: إيقاف التدخين بالنسبة للشخص المدخن، وتناول حمية صحية، وتقليل الوزن عند البدناء، واتباع خطوات هادفة للتقليل من خطر الإصابة بالتهاب أو عدوى.
ودُمتُم بخير وسلامة.