السلام عليكم سألت هذا السؤال في مجموعة الباحثون المسلمون وأحد المسؤولين قال لي إنشر إستفسارك علي منصة نبراس.
ما هو مدي صحة هذا المنشور الذي وجدته في أحد الصفحات؟ هل ما يراه هؤلاء الناس دليل علي وجود الحياة بعد الموت؟ وكيف يوجد ناس تموت بالساعات ثم تعود؟ أليس مذكور في القرآن أنه لا أحد يستطيع إعادة الموتي للحياة سوي الله؟؟ أرجو الإجابة بما أن معظمكم متخصص في العلوم الطبية.
هذا المنشور:
إلى حد الأن لا أحد يعرف كيف يمكن للنشاطات العصبية (المادية) في دماغك أن تخلق التجارب الشخصية الواعية
Subjective experiences
(إدراكك الحسي لشيء، شعورك بالألم، تفكيرك، ….)، كل ما يتم رصده في العالم الفيزيائي هو نشاطات دماغك الكهربائية والكيميائية بأجهزة مثل PET و EEG و fMRI، أما جانبك الواعي فهو غير قابل للرصد مباشرة بهذه الأجهزة أو بأي أجهزة مهما كانت لم يولد عالم على وجه الأرض حتى الأن و تمكن مثلاً : “من رصد الأفكار التي تأتي في عقول الناس، الفكرة كشيء هي كيان مجرد Abstract Entity، كيان ليس مكون من مادة أو ذرات كي ترصده بإستخدام مادة أخرى”
لا يوجد خواص فيزيائية للفكرة لا يوجد شيء إسمه على سبيل المثال: (لون الفكرة أو طاقة الفكرة أو مذاق الفكرة)
فماذا يفعل الأشخاص الماديون في هذه المعضلة؟ يقولون إن هذه النشاطات العصبية في مخك هي الأفكار والمشاعر والذكريات و الإدراكات يعني يختزل التجارب الشخصية الواعية التي لا يستطيع رصدها في نشاط المخ العصبي الذي يستطيع رصده ليحافظ على نظرة مادية بحتة للوجود، ويقول لك هذه النشاطات العصبية هي ما تخلق تجاربك الشخصية الواعية لكن في الواقع هذا مجرد إفتراض من عندهم لا توجد تجربة واحدة تدعمه في علم الأعصاب لا توجد تجربة واحدة كما قلت رصدت هذه النشاطات العصبية (المادية) وهي تتحول للأفكار أو المشاعر أو الإدراكات [1]-[2].
تجربة الإقتراب من الموت أثناء السكتة القلبية (العائدون من الموت بالإنعاش القلبي الرئوي):
بالرغم من محاولات الماديين المضنية لمحاولة تفسير هذه التجارب على أنها هلوسات نتيجة أي تخمينات يضعونها مثل: (نقص الأوكسجين، نوبات الصرع، الأدوية المهلوسة، خلل في عمل فصوص المخ، إضطرابات تفكك، إضطرابات تبدد الشخصية، زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم، حركة العين السريعة، إفراز نواقل عصبية ….)، تبقى تجربة الإقتراب من الموت (أثناء السكتة القلبية تحديداً) معضلة للفلسفة المادية، كل الأسباب التي ذكرت كتفسير لتجربة الإقتراب من الموت بالرغم من أنها كلها غير مثبتة أساساً وكلها تخمينات إلا أنها تستطيع فقط تفسير تجارب الإقتراب من الموت تحت ظروف أخرى القلب والمخ كل واحد منهما ظل يعمل فيها مثلاً: – تجربة الإقتراب من الموت التي تحدث تحت الضغط النفسي، أما تجارب الإقتراب من الموت التي يحدث فيها سكتة قلبية فهي من الناحية الطبية ليست تجارب ”إقتراب“ من الموت بل هي تجارب موت فعلية
– الأشخاص المصابين بالسكتة القلبية ليسوا علي مقربة من الموت بل ماتوا فعلاً من الناحية الطبية ودخلوا في مراحل الموت البيولوجي كما يقول الطبيب سام بارنيا فيما معناه: ”عندما تسمي هؤلاء أنهم على مقربة من الموت فهذه ليست تسمية صحيحة من الناحية الطبية يجب أن نقول أنهم مروا بتجربة موت فعلية
Actual Death Experience (ADE)
الشخص المصاب بسكتة قلبية هو شخص ميت وليس شخص على مقربة من الموت هذه تسمية شعبية خاطئة“
This study indicated that it may be beneficial to focus future research on the mental state of cardiac arrest, which may be more accurately referred to as an ADE, particularly as patients in cardiac arrest are technically not near death but have biologically gone through various stages of the process of death itself. [3]
في هذه التجارب ما إن يتوقف القلب بثواني، المخ أيضاً يتوقف عن العمل، عدد كبير من الدراسات على البشر والحيوانات أثبتت أن المخ لا يعمل أثناء السكتة القلبية.
Many studies in humans and animals have indicated that brain function ceases during cardiac arrest. [4]
القشرة المخية (أهم عضو ينتج الوعي حسب مزاعم الفلسفة المادية) تتوقف، جذع المخ يتوقف، الأعضاء الداخلية تحت القشرة المخية تتوقف بسبب الإنقطاع الكامل للدم عن الدماغ لا يستطيع أي مادي أن يجادل أن المخ ما زال يعمل في ظروف مثل السكتة القلبية.
Pathophysiological processes resulting from the loss of cerebral perfusion show that loss of cortical EEG activity during cardiac arrest correlates with loss of activity of deep brain structures as measured by in‐dwelling electrodes. [3]
حتي الأوراق العلمية في هذا المجال تقول أنه حتي لو جادل أحد أنه ما زال هناك نشاط عصبي في المخ في مكان ما أثناء السكتة القلبية ونحن لا نستطيع رصده مثلاً بأجهزة وتكنولوجيا العصر الحالي فهذا النشاط العصبي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينتج وعي لأن الوعي حسب مزاعم الفلسفة المادية هو ظاهرة إنبثاقية بمعني أنه يحتاج تفاعل وإتصال بين أجزاء المخ المختلفة في نفس الوقت فليس أي نشاط كهربي من أي نوع وليس أي نبضة كهربية في أي مكان يمكن أن تنتج وعي بل يجب أن يكون هناك نشاط كهربي من نوع خاص نشاط يلزم منه وجود إتصال وتفاعل بين الخلايا العصبية البعيدة عن بعضها البعض في نفس الوقت (فلو القشرة المخية علي سبيل المثال تعمل وجذع المخ توقف المفترض حسب مزاعم الفلسفة المادية أن لا تكون واعي، لو جذع المخ هو ما يزال يعمل والقشرة المخية توقفت المفترض لن تكون واعي)، يجب أن تكون كل الاجزاء في حالة عمل وإتصال مع بعضها كي تكون واعي عدد هائل من دراسات علم الأعصاب تثبت ذلك، في حالة السكتة القلبية مستحيل أن يكون هذا النشاط من النوع الخاص موجود، حيث يتدمر الإتصال العصبي بين الخلايا العصبية في ثواني من توقف القلب فكما تقول هذه الورقة ”البيانات العلمية تدحض فكرة أنه يمكن أن تتسبب أي بقايا نشاط مخي في ظروف مثل السكتة القلبية في ظهور تجربة واعية“
The whole of these data clearly disproves any speculation about residual undetected brain activity as a cause for some conscious experience during cardiac arrest. [8]
بل لو تنازلنا، فعلى أفضل تقدير يجب أن ينتج هذا النشاط العصبي حالة وعي مشوشة ومرتبكة، أنت تتكلم عن مخ خالي من تدفق الدم له.
Such patients would be ex-pected to have no subjective experience (as was the case in 88.8% of patients in this study) or at best a confusional state if some brain function is re-tained. [5]
لكن على العكس من ذلك في التجارب التي يحدث فيها سكتة قلبية من الواضح أن الوعي فيها لا يكون مشوش بل على العكس هذه التجارب تشير إلي زيادة في الوعي والإنتباه.
NDEs in cardiac arrest are clearly not confusional and in fact indicate heightened awareness, attention and consciousness. [4]
فأنت الآن أمامك حالات لملايين الناس التي تتوقف قلوبهم وأدمغتهم عن العمل وعندما تنعشهم وتعيد تشغيل قلوبهم وأدمغتهم مرة أخرى يقولون لك أثناء هذه الفترة كنا واعين ووعينا أصبح أعلى بكثير من وعي الحياة العادية بل منهم حتي من يرى ويسمع محادثات وأفعال الأطباء حول جثته بل ومنهم حتي من يري ويسمع حتي أحداث بعيدة عن مكان تواجد جسده (أحداث خارج غرفة الإنعاش على سبيل المثال) ويخبر بها الأطباء بعدما يقومون بإنعاشه و يستفيق، ويقومون بتأكيد حصول ما سمعه وشاهده فعلاً في الواقع كما يقول الطبيب سام بارنيا الذي ينعش العشرات كل أسبوع في عمله.
They may describe events that were going on while they were being resuscitated. They may describe events that were going on outside their room, family members’ conversations that were going on that were not even in the room they were in, but things that have been verified. [6]
فهذه كلها إشارات أن جانبهم الواعي ظل موجود حتى مع توقف نشاط المخ كيف ستفسر الفلسفة المادية هذا؟ كيف ستكون هذه هلوسات المخ يخلقها والمخ لم يعد يعمل أصلاً سيخلق هلوسة و هو متوقف كلياً و لا يعمل؟
Physiologically, the immediate cessation of blood flow that follows the heart stopping leads to the instant cessation of respiration and brain stem activity as well as whole‐brain function, owing to the immediate cessation of oxygen delivery to vital organs [3].
وكيف هلوسة ومنهم من يرى ويسمع أحداث واقعية حصلت حوله أو في مكان بعيد عن جسمه؟ لذلك ذكرت ورقة منشورة على مجلة جامعة أوكسفورد الطبية أنه تم الإفتراض أن هذه التجارب تدعم الفلسفة الثنائية العقل يتفاعل مع المخ فقط لكن ليس منتج منه، وأننا نحتاج مزيد من الدراسات للتأكيد.
The results of studies of consciousness during cardiac arrest have been proposed to support the philosophical view that the mind or consciousness is a separate entity that interacts with, but is not produced by, the brain. [7].
– بالمناسبة الوعي لا يظل موجود بعد توقف القلب (بدون وظيفة المخ) لدقائق معدودة مثلاً ثم يختفي، بل يظل موجود لساعات بعد الموت (يوجد ناس الآن يتوقف قلبها بالساعات ويستطاع إعادتها للحياة مرة أخري بسبب تقدم تقنيات الإنعاش وتقنيات المحافظة علي الخلايا من التحلل عن طريق تبريد الجسم مثلاً Hypothermia لحين إعادة تشغيلها مرة أخري) ومع ذلك وعيها يظل موجود لا يختفي لساعات بعد توقف الدماغ لأنه حتي أثناء محاولات الإنعاش لا يوجد دم كافي يصل للدماغ والدماغ يظل متوقف عن العمل.
Parnia reveals how medical discoveries focused on saving lives have also raised the possibility that “consciousness” does not become annihilated immediately after death, as evidenced by the continuation of the human mind and psyche in the first few hours after death. [9]
When we do resuscitation, with our best efforts, we can only get 5% of the blood to the brain that ordinarily goes to the brain; that’s why throughout the entire period of resuscitation, the brain remains flat lined. The pupils remain fixed and dilated—the brainstem does not function. [10]
? قائمة المصادر :
[1] https://www.ingentaconnect.com/content/imp/jcs/1995/00000002/00000003/653
[2] https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470998762.ch5
[3] https://nyaspubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/nyas.12582
[4] https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0300957201004695
[5] https://www.resuscitationjournal.com/article/S0300-9572(00)00328-2/fulltext
[6] https://www.npr.org/transcripts/172495667
[7] https://academic.oup.com/qjmed/article/110/2/67/2681812
[8] https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnhum.2012.00209/full
[9] https://news.stonybrook.edu/facultystaff/stony-brooks-dr-sam-parnia-discusses-reversing-death-on-npr-radio-show-2
[10] https://nyaspubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/nyas.12473