متلازمة القلب المنفطر
كثيرًا ما نسمع أن ذلك الخبر كان كطعنة في قلبه، أو كَسَر قلبه؛ لكن هل لذلك أساسٌ علمي؟
هل يحطم الحزنُ والتعب النفسي والجسدي قلوبنا؟ تابعوا لنعرف…
متلازمة القلب المنفطر، أو (broken heart syndrome)، أو (Takotsubo Cardiomyopathy):
هي حالة مَرَضية، تصيب عضلة القلب (البطين الأيسر تحديدًا)، تؤدي لتضخم مؤقت فيه عمومًا وفي نهايته خصوصًا (ويُعرف أنّه يصبح أشبه بجرة صيد الأخطبوط اليابانية، وهو أصل كلمة Takotsubo).
إلى الآن لم تُعرف أسباب هذا المرض؛ ولكن غالبًا ما يتحفز ظهوره بالصدمات العاطفية أو الإرهاق الجسدي، فالصدمات العاطفية كالصدمات المفاجئة مثل: موت شخص عزيز، أو طلاق… إلخ، وكذلك منها: التوتر النفسي لمن يتعايش مع مرض عضال وغيره.
وأما بالنسبة للجسدية فالإرهاق والتعب الجسدي المفرط.
و أما الإصابة به فيشترك فيها النساء والرجال بمتوسط عمر (67) عامًا للمرضى المسجلين. لكن تختلف نسبتها بينهم، فالحالات المسجلة -مقارنة مع متلازمة الشريان التاجي الحادة والتي تتشابه فيهما الأعراض بصورة شبه تامة- يغلب فيها النساء بنسبة (89%)، وخصوصًا من تجاوزن سن اليأس.
وقد غلبت في هذه الحالات المسببات الجسدية بنسبة (36%) على المسببات العاطفية بنسبة (27.7%)، وظلّت نسبة (28.5%) مجهولة السبب.
وبالنسبة للمضاعفات التي يسببها المرض فقد تكون: فشل الجانب الأيسر من القلب، أو صدمة قلبية، أو انغلاق مجرى البطين الأيسر، أو قصورُ الصمامِ التاجيِ (مشكلة في الصمام الموجود بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر؛ مما يؤدي لتسرب بعض الدم بالاتجاه المعاكس)، أو رجفان البطين، أو الإصابة بخثرة جدارية في البطين الأيسر، أو انفجار البطين الأيسر؛ أو حتى الموت!
ولكن الأمر الإيجابي في هذا كله أن هذه المضاعفات نادرة جدًا؛ حيث يتعافى ما يقارب (95%) من الحالات تمامًا خلال (4 -8) أسابيع.
وبالنسبة للأعراض فهي كما ذكرنا، لا يمكن تفريقها تقريبًا عن متلازمة الشريان التاجي الحادة، ومن أشهر هذه الأعراض: ألم في الصدر، وضيق التنفس، والغثيان، والإقياء، والإغماء، ونادًرا صدمة قلبية. ويمكن التأكد من المرض عن طريق تصوير الأوعية القلبية (cardiac angiography).
أما بالنسبة للعلاج، فبعد أن يقوم الطبيب بالتشخيص يعطي مجموعة من الأدوية، مثل: مانعات التخثر، ومرخيات العضلات وغيرها.
والسؤال هو: عندما يجد المؤمن ابتلاءً فَلَه ما يؤنسه بقربه من الله والجلوس بين يديه، و((إنّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم))، و{{بشر الصابرين}}، و{{إن مع العسر يسرًا}}؛ ومن ذاق السجدة بين يدي الله وقت الابتلاء يعرف ذلك، لكن ماذا يفعل الملحد في هذه الحالة؟
لنا مقال قريب عن القرآن والصحة النفسية إن شاء الله.
ونضيف أخيراً: رفقًا بالقلوب، وجبرًا للخواطر، وسجدة لمن بيده الأمر وإليه المصير.
أعدّه: مصطفى حسن
راجعه: محمد الهروبي
قوّمه لغويًا: طارق القضماني