مستكشف الخلفيّة الكونيّة (Cosmic Background Explorer – COBE):
لقد نجح مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا (NASA’s Goddard Space Flight Center) في تطوير القمر الصناعيّ COBE لقياس انتشار الإشعاع المايكروي والأشعة تحت الحمراء في الكون، وذلك بهدف إعطاء معلوماتٍ حول الكون ونشأته وتكوينه، وقد تم إطلاق هذا القمر الصناعي في [18] نوفمبر [1989] وحمل معه ثلاث معداتٍ:
1- تجربة خلفية الأشعة تحت الحمراء المنتشرة (DIRBE – Diffuse Infrared Background Experiment) لرصد خلفية الأشعة تحت الحمراء الكونية.
2- مقياس الموجات الراديوية التفاضليّ (DMR – Differential Microwave Radiometer) لتبيان الأشعة الكونيّة بدقة.
3- المطياف المُطلَق للأشعة تحت الحمراء البعيدة (FIRAS – Far Infrared Absolute Spectrophotometer) لمقارنة طيف إشعاع الخلفية الكونية المايكروي CMB مع الطيف الحراري للجسم الأسود.
لقد حققت هذه المعدات الثلاث للقمر الصناعي COBE اكتشافًا رائدًا في علم الكون.
DIRBE
تم إعداد بيانات السطوع السماويّ المُطلَق للأشعة تحت الحمراء ذات الطول الموجيّ من [1.25] إلى [240] ميكرون، وذلك من أجل البحث عن خلفية الأشعة تحت الحمراء الكونية (CIB)، وقد رُصدت هذه الأشعة بدايةً في أطول مدى للطول الموجيّ، بين [140] و [240] ميكرون بالنسبة لـ DIRBE، وفي الطول الموجيّ القصير للطيف FIRAS. وبالتالي، أشارت أبحاثٌ أُجريت لاحقًا إلى أنه تم رصد هذه الأشعة في المدى القريب من الأشعة تحت الحمراء وذلك في بيانات DIRBE، وتمثّل خلفية الأشعة تحت الحمراء الكونية النموذج الأساسيّ للكون، فهي تحتوي على الانبعاث التراكميّ للنجوم والمجرّات منذ بدايات تكوينها في الكون، كما تظهر هذه البيانات التاريخ الكوني لولادة النجوم من غبار وعناصر أثقل من الهيدوجين بالإضافة إلى عناصر أُخرى موجودة لدى الكائنات الحية؛ إلا أن للغبار الكونيّ الدّور الأبرز في تشكيل هذه النجوم.
DMR
أثبت العلماء وللمرة الأولى أن إشعاع الخلفية الكونية المايكروي لديه تركيبة “تباين الخواص” وذلك بنسبة جزء من [100,000]، تظهر هذه التغيّرات الضئيلة في شدة الإشعاع مدى انتشار المادة والطاقة في بدايات الكون، بالإضافة إلى كيفيّة تشكّل هذه التركيبات البدائية على شكل مجراتٍ وعناقيد مجراتٍ وغيرها من الأجسام الكونيّة الأخرى ذات الحجم الهائل في الكون اليوم.
FIRAS
هناك تطابقٌ بين طيف الخلفية الكونية المايكروي مع طيف الجسم الأسود بحرارة 2.725 +/- 0.002 كلفن، وتوافق هذه النتائج توقعات نظرية الانفجار العظيم بشكلٍ دقيق، ويشير هذا الاكتشاف إلى أن إطلاق معظم الطاقة الإشعاعية كان خلال العام الأول بعد حدوث (البيغ بانغ).
.