مقياس أبغار.. دليل سلامة مولودك الحديث
عندما يولد الأطفال يرتسم السرور والبهجة في محيا كل من حولهم، ولكن سلامتهم وحالتهم الصحية هما الهمّ الذي يلازم الوالدين في الأيام الأولى من الولادة.
ينظر الأهل نظرة عامة إلى الطفل بالنسبة لصحته عند الولادة، لكن للأطباء قياسات محددة يجب أن يتبعوها، فما هي؟
لمنح كامل الرعاية الصحية للأطفال كل حسب حاجته ابتكرت الطبيبة الأمريكية فيرجينيا أبغار عام 1952م حرزًا أو مقياسًا يُعطى الطفل من خلاله درجة تدل على حالته الصحية بمجرد خروجه إلى عالمه الجديد (بالنسبة للأطباء يجب أن يبدأ تحصيل الدرجات منذ الولادة 🙂 ).
توضع الدرجة النهائية التي تمنح للطفل بعد تقييم خمس علامات فيزيولوجية بحيث يكون لكل علامة ثلاث درجات (0,1,2) فتكون الدرجة النهائية القصوى بذلك عشر درجات أما الدنيا فتكون صفر.
والعلامات التي تُقيّم هي:
1) معدل ضربات القلب
– يمنح الطفل درجتين في حال كان معدل ضربات قلبه مئة أو أكثر
– ويمنح الطفل درجة واحدة في حال كان معدل ضربات قلبه أقل من مئة
– أما في حال عدم وجود أي ضربات للقلب يمنح الطفل درجة صفر
2) جهد التنفس
– يمنح الطفل درجتين في حال كان تنفسه قويًا منتظمًا
– ويمنح درجة واحدة في حال كان تنفسه ضعيفًا أو غير منتظمٍ
– ويمنح الطفل درجة صفر إن كان لا يتنفس
3) قوة وجهد العضلات
– إذا كانت حركة عضلاته نشيطة فإنه يمنح درجتين
– ويمنح الطفل درجة واحدة في حال وجود بعض الحركة
– ويقوم الطبيب بمنح الطفل درجة صفر في حال غابت الحركة عن عضلاته وكانت مرتخية تمامًا
4) لون الجلد (وهو دليل على حصوله على أوكسجين كاف)
– إذا كان بدن الطفل وأطرافه وردية اللون فإنه يحصل على درجتين
– في حال ازرقاق الأطراف وبقاء البدن على اللون الوردي فإنه يحصل على درجة واحدة فقط
– أما إذا تلون جميع الجسم باللون الأزرق فإنه يحصل على درجة صفر
5) ردود الأفعال اللاإرادية و استجابة الطفل لمؤثرات خارجية مثل القرص الخفيف
– البكاء والعطس والكحة والتجشؤ هي مؤشرات جيدة جدًا لمنح الطفل درجتين
– في حال استجابته للمؤثرات ببكاء خفيف أو عبوس يظهر على وجهه فإنه يمنح درجة واحدة
– وفي حال عدم حصول أي استجابة للمؤثرات الخارجية فإن الدرجة التي يحصل عليها هي صفر
وبانتهاء تقييم العلامات الحيوية لدى الطفل توضع الدرجة النهائية، وفي حال حصول الطفل على درجة بين 7-10 فإن الطفل بصحة جيدة إلى حدٍ ما.
وإن كانت الدرجة التي تحصل عليها ما بين 4-7 فإن الطفل يحتاج إلى عناية خاصة جدًا.
أما الدرجة التي تقل عن 4 درجات فالموضوع خطير للغاية.
ويُنصح بإجراء هذا الاختبار مرتين على الأقل بحيث تكون المرة الأولى بمجرد ولادة الطفل، وليس بالضرورة أن تكون الدرجة التي سيحصل عليها في هذه المرة دليلًا على حالته الصحية في الساعات التالية حيث يقوم الأطباء بحساب الدرجة في هذا الوقت لتقييم الظروف التي ولد بها الجنين، وغالبًا ما تكون المرة الثانية في الحساب بعد خمس إلى عشر دقائق، وفي حال تحصل الطفل على درجة متدنية يحرص الأطباء على توفير رعاية خاصة له وقياس درجته باستمرار إلى أن يحصل على درجة جيدة يمكن من بعدها الاطمئنان على حالته الصحية وسلامته واستعداده للتفاعل مع عالمه الجديد.
نسأل الله أن يمتعكم بصحة أطفالكم وبرهم وصلاحهم.