1766-هل الجلوس برجلين متقاطعتين مُضِرٌّ بالصّحّة؟
لا شكَّ أنَّ الكثير مِنّا جرَّب الجلوس على كرسيِّه ورجلاه متقاطعتان إحداهما فوق الأخرى، و قد يحذره أخٌ أو صديق من تلك الجلسة لكونها “مُضرَّةً بالصحة”! فما مدى صحة هذه الفكرة الشائعة حول ضرر الجلوس برجلين متقاطعتين؟
في #الحقيقة, إنَّ المَضارَّ الرئيسية المُتصوَّرة حول طريقة الجلوس هذه هي: ارتفاعُ ضغط الدم، وتوسُّع أوردة الساق -الدوالي-، والضغط على أعصاب الرجلين، وسنلقي نظرة سريعة على كلٍّ منها:
● حول #ارتفاع_ضغط_الدم: أثبتَتِ الدراسات صحّة حُدُوثه، لكنّه يكون مُؤقَّتًا يزول بمجرد تعديل جلسة الشخص، ولا يحمل مَضارَّ على المدى البعيد -إلا على الأشخاص ذوي الاحتمالية الكبيرة لتكوّن خثرة الدم في أجسامهم-، حيث يحصل ارتفاع الضغط غالبًا نتيجة الضغط على الأوردة؛ وبالتالي زيادة دفع الدم إلى القلب.
● أما فيما يخص #دوالي_الأرجل فقد وُجِد أنّ هناك ارتباطٌ ضعيفٌ بين طريقة الجلوس المذكورة وزيادة الإصابة بالدوالي، فسببها يرجع أساسًا إلى عواملَ وراثية.
● والآن، كم واحدًا منّا أحسَّ بـ #خدر أو #تنميل في قدميه بعد الجلوس بوضعية الرجلين المتقاطعتين لفترة طويلة؟ الكثير طبعًا kiki emoticon
والسبب عادة هو الضغط على “العصب الشظويّ” الموجودِ خلفَ الركبة المسئولِ عن الإحساس أسفلَ الأرجل والأقدام، فالجلوس بوضعية واحدة لساعات كثيرة يَشُلُّ هذا العصب، لكن ببساطة سيعدِّلُ الكثير منا جلستَه عندما يشعر بعدم الارتياح فيها قبل حدوث أي مشاكلَ!
#مآخذ أخرى:
– كما اعتقد بعض الباحثين أنَ طريقة الجلوس المذكورة قد تؤدّي بجسم الشخص إلى التحدُّب مع تقوُّس الكتفين، لكنّ دراسة لاحقة أثبتَتْ أنَّ بالإمكان تجنُّبَ انحناء القامة نتيجة الجلوس الدائم برجلين متقاطعتين، وذلك من خلال التعوُّد على الجلوس بطريقة مُعتدِلة ونحو الأعلى في نفس الوقت.
– وحسب قول مُختصَّة العلاج الطبيعي وأمراض العظام “فيفيان إيزنستادت” في موقع “ياهو للصحة” فإن هذه الطريقة بالجلوس تُسبِّب ضغطًا لا داعيَ له أسفلَ الظهر والرقبة -نتيجة دوران أحد عظام الحوض-، وآلامًا في هاتين المنطقتين إذا استمر الشخص لأيامٍ أو أسابيعَ على هذه الجلسة.
لذلك فالجلوس برجلين متقاطعتين لا يعني بالضرورة أنه مُضِرٌّ بالصحة ما دام لا يستمر لساعاتٍ طويلة، بل إن هناك دراسة تابعة للمركز الطبي لجامعة “نوتردام” ذهبت إلى ما يروق لمناصري هذه الجلسة، حيث أثبتَتْ أن هذه الجلسة بتقاطعها فوق منطقة الركبة ستؤدّي إلى استطالة عضلة “الكمثري” الموجودةِ خلفَ منطقة الفخذ؛ مما يُعزِّزُ عملَ مفاصلَ الحوض!
وفي النهاية نَنصَحُ عُمُومًا بتجنُّبِ طريقة الحياة الراكدة أو القعودية، وذلك من خلال النُّهوض من الكُرسيِّ للمشي قليلًا كلَّ نِصفِ ساعةٍ، مع مطِّ عضلات الجسم، والتركيز على الجلوس بقامة مُعتدِلة!
فالقامة المُعتدِلة -سواء عند الجلوس أم القيام- تحمل فوائدَ قد لا يُدرِكها بعضنا؛ من تحسين أداء العضلات إلى زيادة تدفُّق الدّم، بل إنها تُحسِّنُ التركيز والذكاء كما أثبتَتْ الدراسات، وتمنعُ آلامَ الظهر نتيجة الجُلُوس الخاطئ، وأخيرًا يَتحسَّن عملُ الرّئة مما يساعدك -عزيزَنا القارئ- على أخذ نفسٍ أعمقَ وأكثرَ امتلاءً بالهواء.
المصدر
#الباحثون_المسلمون
#MRA1766