ماذا تعرف عن مؤشرات الألم السني؟
موضوع يهمنا جميعًا.
النسبة الغالبة من الناس عانت من ألم الأسنان. وأنت كأب أو كأم سيعاني أطفالك منه. فماذا تعرف عن الأسنان؟ وماذا سوف تخبر أولادك عنها؟ تابع معنا المقال ليكون لديك اطلاع على النقاط الأساسية في هذا الموضوع، بسم الله نبدأ:
سنجيبكم على أكثر الأسئلة التي تهمكم، مثل: متى يكون هذا المنبه الألمي إنذارًا لحالة مرضية؟ وما هي الأجزاء الرئيسة للسن الطبيعي التي قد تطالها الأذية النخرية أو الرضية؟ وكيف نفرق بين مستويات الألم وبالتالي مستويات المعالجة؟ وكيف يتم تفسير الأعراض لاتخاذ التدابير اللازمة؟
ولمعرفة ذلك إليكم نظرة شاملة وسريعة لبنية السن والأذيات المحتملة. حيث يُقسم السن الطبيعي إلى جزئين أساسيين هما: (انظر الصورة 1 لتسهيل الأمر).
1). التاج Crown: وهو الجزء الظاهر المرئي داخل الحفرة الفموية.
2). الجذر Root: وهو الجزء غير المرئي والمحاط بالعظم والأنسجة الداعمة.
ويفصل بين هذين الجزئين خط تشريحي يسمى خط العنق. أي أنّ التاج هو الجزء العلوي من السن (ويتكون من طبقات). والجذر هو الجزء المغروس (كما الشجر كمثال).
الطبقة الخارجية للجذر تسمى الملاط Cementum: وهي طبقة صفراء باهتة تُحيط بجذر السن. ويكون الملاط رقيقًا جدًا وخاصة بالقرب من خط العنق. يتكون الملاط من 65% من الهيدروكسي أباتيت و 35% من الماء وألياف الكولاجين. أي أنَّ الملاط يماثل في قساوته قساوة العظم ولكن يكون أقل قساوة من الميناء.
*ملاحظة تهمك:
غياب الملاط جزئيًا هو المسؤول عن انكشاف العاج الجذري، وبالتالي حدوث الحساسية السنية.
رحلة التسوس في سنّك
يمرُّ التسوس في سنك بـ 3 طبقات نسيجية، محاولًا الوصول إلى هدفه؛ والحفر عميقًا في السن. لذا يجب أن تعرف ما هي العوائق التي تقدمها له بدايةً وميزة كل مرحلة من هذه العوائق. وهي: الميناء والعاج واللب.
الميناء والعاج والملاط: هي أنسجة صلبة تحوي من بداية تشكلها على كميات معتبرة من المواد اللاعضوية (المعادن) وخاصة الكالسيوم.
المرحلة الأولى؛ الميناء Enamel:
هو الطبقة السطحية الخارجية البيضاء المغطِّية والحامية للتاج. وتكون متمعدنة بنسبة كبيرة فهي المادة الأكثر قساوة في كل الجسم حيث تحوي 95% من كالسيوم الهيدروكسي أباتيت بالإضافة إلى 5% من الماء والقالب العضوي المينائي.
*ملاحظة تُهمك:
عندما يبدأ النخر أو الرض بمهاجمة طبقة الميناء، يحدث انخساف بالأملاح المعدنية يتجلى بمظهر أبيض طبشوري على سطوح الأسنان، وعند مشاهدة هذه الآفة النخرية المبدئية من قبل الاختصاصي، يقوم بتدابير وقائية من توعية المريض لضرورة الالتزام بالعناية الفموية، أو تطبيق مادة الفلورايد، أو وصف معاجين مناسبة لتحريض عملية إعادة تمعدن طبقة الميناء المتأذية (صورة2).
أي يمكنك هنا إيقاف رحلة التسوس هذه بمباغتته بالتدابير السابقة. ولكن في حال عدم إجراء التدابير الوقائية، يتطور النخر البدئي إلى احتفارات تبدأ مجهرية، ويزداد حجمها لتُكشف بالسبر (الفحص السني) وقد تصبح مرئية سريريًا أو شعاعيًا، وعندها لا بد من التخلص من هذه الطبقة، وتطبيق ترميمات مكانها تبعًا للاستطباب، وذلك للحد من وصول التخرب السني لطبقات أعمق.
**ملاحظة 2:
من المحتمل أن تكون هذه المرحلة لا عرضية ولا تُكتشف إلا بالفحص السني. وقد تتظاهر بأعراض خفيفة كألم وحساسية للبرودة.
المرحلة الثانية، العاج Dentin:
بعدَ أن يجتاز التسوس المرحلة السابقة، يصل إلى العاج. وهو طبقة نسيجية قاسية صفراء، تقع تحت الميناء والملاط مباشرة. ويشكل العاج الحجم الأساسي للبنية الداخلية الموجودة في تاج وجذر كل سن.
والعاج بنية غير مرئية من الخارج عادةً، ولكن يمكن رؤيتها بالصور الشعاعية السنية، وتُرى بالعين عندما يهترئ الميناء أو الملاط نتيجة سحل أو تآكل الأسنان. يتكون العاج الناضج من 70% من الهيدروكسي أباتيت و18% من الألياف و12% من الماء، أي – كما أصبحتَ تعلم – هو أكثر قساوة من الملاط وأقل قساوةً ولمعانًا من الميناء
بعدَ أن يجتاز النخر السنيّ طبقة الميناء شديدة الصلابة بالكامل ويصل للملتقى المينائي العاجي، يبدأ سيره ضمن العاج بصورة أسرع من سيره ضمن الميناء؛ نظرًا لقلة قساوة العاج مقارنة بالميناء، وبالتالي يزداد احتمال حدوث أعراض سنية لدى المريض. فيحدث ألم يُثارُ بالبرودة أو بتناول الأطعمة الحاوية على نسبة كبيرة من السكر.
*ملاحظة تهمك:
رُغم أن النخر لم يصل اللُّب، إلا أنَّه يتأثر عبر القنيات العاجية (الموجودة ضمن العاج والتي تصل إلى اللب) بهذه الأذية، حيث تصله التنبيهات العصبية، مما يُحرض الشعور بالألم عند المريض.
وهذا ما نسميه بالتهاب اللب الردود، والذي يتراجع عقب اتخاذ الاجراءات العلاجية اللازمة، والتي تكون في هذا المستوى من التخرب إجراءات ترميمية محافظة تَحُولُ دون اجتياز النخر لطبقة العاج ووصوله اللب السني محدثًا التهابًا لبيًا غير ردود.
المرحلة الأخيرة؛ اللب:
هو النسيج الرخو (غير المتمعدن) الوحيد في السن والموجود في مركز كل من التاج والجذر (صورة 4). يُقسم اللب إلى جزء تاجي موجود في تاج السن ويسمى الحجرة اللبية Pulp Champer وجزء آخر جذري يمتد عبر جذور السن ويسمى الأقنية اللبية أو الأقنية الجذرية.
قُدرات اللب عندك برغم ضعفه:
لاحظتَ أن اللب هو أضعف الطبقات، إلا أنه يمتلك قدرات فريدة، وهي:
1). التشكيل: تشكل الخلايا المصورة للعاج عاجًا جديدًا طيلة حياة السن، ويسمى العاج المتشكل بالعاج الثانوي.
2). الحساسية: تقوم النهايات العصبية في اللب بنقل حس الألم (الناتج عن الحرارة أو البرودة أو التحضير من قبل طبيب الأسنان أو النخر أو الأطعمة الحلوة أو الرض او الالتهاب) إلى الدماغ، ويُفَسَّر على أنه ألم فقط؛ لأن الألياف العصبية في اللب السني غير قادرة على تمييز سبب هذا الألم من حرارة أو برودة أو… الخ.
3). التغذية: تنقل الأوعية الدموية الغذاء من جهاز الدوران للخلايا الموجودة في اللب، حيث يكون الدم في اللب السني قد اجتاز القلب قبل دخوله الأسنان ب 6 ثوانٍ فقط.
4). الحماية والدفاع: يستجيب اللب للإصابة بالنخر بتشكيل الخلايا المصورة للعاج لعاج دفاعي يسمى العاج المرمم أو الإصلاحي.
عندما يصلُ النخر إلى اللب، تقومُ الخلايا مصورات العاج بالترميم، ويتراجع حجم اللب نتيجة لذلك. وعندما تستمر العملية النخرية دون إجراء تَدخُّل مناسب يصل النخر (والذي هو عبارة عن انخساف للأملاح المعدنية وبالتالي ضياع للنُسُجْ السنية) إلى مستوى اللب مسببًا ما يسمى بالتهاب اللب غير الردود، ويتظاهر لدى المريض بألم عفوي مستمر وقوي جدًا؛ قد لا يهدأ على المسكنات -حسب العتبة الألمية لكل مريض-، وغالبًا ما يتم التَّدخُّل بشكل إسعافي والقيام باستئصال اللب السني الجزئي أو الكامل؛ حيث تُجرى معالجة لبية تقليدية للأسنان الدائمة أو إجراء بتر لب دوائي للأسنان المؤقتة.
وفي حال عدم إجراء التداخل المناسب، تتحول حالة التهاب اللب غير الردود من الحالة الحادة إلى الحالة المزمنة حيث يَتَمَوّتْ النسيج اللبي مسببًا التهابًا في العظم المحيط والنُسُج الداعمة، فتنتشر الذيفانات الجرثومية الناتجة عن هذا التموّت عن طريق ذروة السن مُشَكِّلةً الآفات الذروية التي قد تتطور إلى خراجات أو أكياس التهابية حول الجذور قد تتراجع بإجراء المعالجات اللبية وتطبيق الضمادات المناسبة، وقد تحتاج في حالات أكثر تعقيدًا إلى تدخُّل جراحي لإزالتها.?
دمتم بصحة وعافية.
ولا تساعدوا الجراثيم في رحلتها في أسنانكم