الزُمَر الدمويَّة
لو قُدِّرَ لكَ العَيش قبل القرنِ العشرين واحتجت لنقلِ الدم فغالبًا حياتك ستكونُ بخطر! وذلك بسببِ فشلِ كثيرٍ مِن عملياتِ نقل الدم والتي غالبًا ما تنتهي بالموت ونجاحُ البعض منها، وهذا ما أثار فضول العالِم النمساوي كارل لاندشتاينر الذي اكتشفَ الزُمَر الدموية وفقًا لنظام ABOوبذلك أصبحت عملياتُ النقل آمنة إلى حدٍ ما. وبسببِ هذا الإنجاز حَصل على جائزة نوبل في الطب عام 1930، ثُمَّ قام بالتعاون مع زميله ألكسيندر وينر باكتشافِ عامل الريزوس(RhD) عام 1940 وبذلك أصبحَ نقلُ الدم أكثرَ أمانًا من ذي قبل.
وسنتحدث في مقالنا عن الزُمَر الدموية وفقًا للنظامين ABOوRhD .
عمومًا الزُمْرةُ الدمويَّة التي تحملها تُحدِّدها الجينات التي وَرِثتَها من أبويك، رغم أنَّها قد تختلف عن الزُمْرة الدمويَّة لكلٍّ منهما!
الأضداد والمُستَضدّات (antibody and antigen):
يَقومُ الجهاز المَناعي في الجِسم بالتعرُّف على المكوِّناتِ الغريبة في الجِسم وإنشاء أضداد لها لمحاربتها.
وجهازُك المَناعي متوافقٌ مع جِسمك! فلا يصنع أضدادًا لمكوِّنات جِسمك في الحالةِ العادية، وهذا كله تعرفه.
ما قد لا يعرفُه البعض أنَّ الكُرَيات الحمراء بعضها عليه مُستَضدّات يُرمَز لها A وبعضها مُستَضدّات يُرمَز لها B وبعضها لا يَحوي هذه المُستَضدّات (هذا للتبسيط، إنَّما هي سلاسِلٌ تَشترِك بجزءٍ مُحدَّد)، فمَن لديه مُستَضدّات A طبيعيًا على كُرَياته الحمراء لا يُحاربها الجهاز المناعي، بل يصنع أضدادًا ضد B لمحاربتِها حال دخولها، ومن لديه مُستَضدّات B يصنع أضدادًا ضد A فهي غريبة عنه.
إذًا مَن ليس لديه هذا ولا ذاك، ماذا يفعل جِسمه؟
بالطبعِ يصنع أضدادًا ضد الاثنين، فذلك الأخير (الذي لا يَملك مُستَضدّات) وتتكوَّن لديه الأضداد إذا أُعطِي دمًا فيه كُرَيات حمراء تحوي المُستَضدّ B أو كُرَيات حمراء تَحوي المُستَضدّ A يقوم جسده بمهاجمة هذه الكُرَيات المنقولة إليه، لكِن بالمقابل عندما يُعطي كرياته لشخصٍ بحاجةٍ لها لا يُهاجمها جِسم المُتلقِّي (ذلك أنَّ كُرَياته ليس عليها مِن مُستَضدّات تدفع جسم المُتلقِّي لمهاجمتها)، ولهذا يُسمَّى مُعطٍ عام!
النظام:ABO
يوجَد أربعُ زُمَر دمويَّة وفقًا لهذا النظام وهي:
• الزمرة A: الكُرَيات الحُمُر تمتلك المُستَضدّ A على سطح الكُريَّة الحمراء والأضداد b في البلازما (فعند دخول كُرَيات حمراء تَحوي مُستَضدّ B تهاجمها).
• الزمرة B: الكُرَيات الحُمُر تمتلك المُستَضدّ B على سطح الكُريَّة والأضداد a في البلازما (فعند دخول كُرَيات حمراء تَحوي مُستَضدّ B تهاجمها).
• الزمرة O: الكُرَيات الحُمُر خاليةٌ مِن المُستَضدّات A وB أمَّا البلازما فتَحوي على الأضداد a وb، وهي بذلك تُعتَبر مُعطٍ عام بالإضافة إلى أنَّها أكثر الزُمَر شيوعًا (لكنَّها لا تأخذ إلا مِن نَفْسِ الزُمْرة، لوجود الأضداد عندها).
• الزمرة AB: الكُرَيات الحُمُر تمتلك كلا النوعين من المُستَضدّات والبلازما خالية من الأضداد a وb لذلك لا تُهاجِم أحدًا، فلديها تلك المُستَضدّات طبيعيًا، فيأخذ صاحب هذه الزمرة من الجميع.
نَقْلُ الدمِ بشكلٍ خاطئ يكون مُهدِّدًا للحياة!
مثال -ركِّز قليلًا –
إذا تَلقَّى شخصٌ ذو زُمْرة B دمًا زمرته A فإنَّ الأضداد a الموجودة في بلازما الآخذ تُهاجِم المُستَضدّاتA الموجودة على سطح الكُرَيات المنقولة ممَّا يُسبِّب تراصَّ الكُرَيات وانحلاله!
النظام :RhD
الكُرَيات الحُمُر يُمكِن أنَّ تمتلك مُستَضدّات أخرى على سطحها مِثل عامل الريزوس، ووجوده يعني أنَّ الزُمْرة موجبة الريزوس مثل(A+) وغيابه يدلُّ على سلبية الريزوس مثل .(A-)
في معظمِ الحالاتِ تكون الزمرة (O-) آمنة عند نقلها لأي شخص؛ لأنَّها لا تَحوي مُستَضدّات A ولا B ولا حتى مُستَضدّ ريزوس، فلا يهاجمها جسم المتلقي، وهي غالبًا ما تُستخدَم في الحالات الطبيَّة الطارئة عندما لا نستطيع معرفة زُمْرة دمِ المُصابِ بسرعة.
سالب الريزوس يجب أنْ يستقبل من سالب الريزوس، أمَّا موجب الريزوس فيستقبل من الاثنين!
————–
الحَمْل:
يَجِب دائمًا فحصُ زُمْرة دمِ الأم الحامِل وذلك في حالِ كانت الأم سالبة الريزوس والجنين موجب الريزوس. لكن لماذا؟!
لأنَّه عند الولادة قد يَختلِط دمُ الأم ودمُ الجنين، فعندها الأم (صاحبة الزُمْرة السالبة) تُكوِّن أضدادًا ضد دم وليدها الذي ولدته! وتبقى هذه الأضداد حتى الولادة الثانية، فعند حُصول اختلاط الدمِ في الولادة الثانية تنتقل هذه الأضداد للوليد وتُهاجِم دمه مسببةً مشكلةً صحية له.
لذلك في حال كنتِ ذات زُمْرة دمويَّة سالبة، أخبري طبيبتك (تُعطى حقنة لمَنْعِ ما سبق).
————–
التبرُّع بالدم:
يُمكِنُك التبرُّع بالدم إذا:
• كُنتَ بصحةٍ ولِياقةٍ جيّدة.
• كان وزنُك على الأقل 50 كغ.
• عمرك ما بين 17 إلى 66 (أو 70إذا قمت بالتبرع بالدم من قبل).
دُمتم بصحةٍ وعافية!