1589-الصابون المضاد للبكتيريا..ماذا تعرفون عنه؟؟!
أحد أكثر الاعلانات انتشاراً هي تلك التي تروج للصوابين والسوائل المضادة للبكتريا, حيث يظهر فيها أطبّاء واخصائيين يدعمون فكرة استخدام هذا النوع من الصوابين بهدف حماية الناس انفسهم واطفالهم من الامراض التي تسببها البكتريا.
75% من سوائل الغسل المضادة للبكتريا و 30% من الواح#الصابون المشابهة تستخدم “الترايكلوسان”, وهو عقار استُخدم في سبعينات القرن الماضي حصراً في المستشفيات، لكنه اصبح الخيار المفضّل لمصنعي الصابون في التسعينات مما نتج عنه صناعة تقدر بمليار دولار، كذلك فقد تمت اضافته الى كثير من المنتجات المنزلية الاخرى لغرض مزعوم وهو القضاء على البكتريا.
لم يتم تقييم استخدام الترايكلوسان من قبل المنشآت العلمية بصورة كلية مما استدعى إدارة الغذاء والدواء الامريكية FDA لاجراء البحوث حول صحة ادعاء الشركات المصنعة عن فعالية منتجاتها المحتوية على الترايكلوسان لغاية عام 2016 والا فسيتم منع هذه المنتجات.
——————————————
و #السؤال الآن: هل منتجات الترايكلوسان المضادة للبكتريا فعالة وآمنة؟
1-وفقاً لبحوث FDA التي استمرت لأكثر من 40 عاماً فإن إستخدام هذه المنتجات لا يوفّر اي حماية اكثر مما توفره الصوابين التقليدية الغير حاوية على مضادات بكتيرية، لكن المصنعون يدعون ان النتائج تعتمد على طريقة اجراء الاختبار, فمثلاً الاختبار الذي يقيس عدد البكتريا بعد استخدام المنتج يظهر ان عدد البكتريا يقل بصورة طفيفة مقارنةً باستخدام الصوابين التقليدية، ولكي يتم اثبات فعالية هذه المنتجات يجب تقديم دراسات تظهر الفوائد الطبية لاستخدام منتجات الترايكلوسان كتقليل معدلات العدوى، وهو ما لا تظهره هذه الدراسات حيث لم توفر منتجات الترايكلوسان وقاية من العدوى التنفسية او المعوية الناجمة عن البكتريا، الامر الذي قد يكون سببه استهداف الترايكلوسان لنوع معين للبكتريا فقط دون غيره من الانواع الكثيرة للبكتريا، كذلك فإن الترايكلوسان لا يؤثر على الفايروسات التي تسبب معظم نزلات البرد والانفلونزا الموسمية.
2-يمكن ان تتسبب منتجات الترايكلوسان في ظهور سلالات من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، فمن المعروف ان الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يسبب مقاومة البكتريا للمضادات نتيجة حصول طفرات وراثية في عدد قليل من افراد سلالة بكتيرية محددة يجعلها تتحمل التعرض لهذه المضادات،
وعند استخدام نفس النوع من المضاد الحيوي بصورة متكررة تموت الانواع البكتيرية الغير حاوية على الطفرات الوراثية المذكورة والتي تكون موجودة في عدد قليل من البكتريا الغير متأثرة بالمضادات، مما يجعل استخدام المضاد غير مجدي في مكافحة هذه السلالة الجديدة من البكتريا،
وهذه من ابرز المشاكل الكبيرة التي تواجه الطب الحديث حسبما تشير منظمة الصحة العالمية, مثال ذلك العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين والتي اصبح بامكانها مقاومة العديد من العقاقير مما يجعل من الصعب مقاومة الامراض التي تسببها هذه العنقوديات.
3- يمكن ان تتسبب منتجات الترايكلوسان في اختلال نظام هرمونات الدرقية، إذ تشير الدراسات المجراة على الفئران والضفادع وغيرها من الحيوانات ان الترايكلوسان يتداخل مع عمل هرمون الدرقية، ربما بسبب مشابهته للتركيب الكيميائي للهرمون مما يؤدي لارتباطه بمواقع الارتباط في المستقبلات الهرمونية،
إذا كانت الحالة كذلك بالنسبة للبشر فهناك اعراض خطيرة ممكن ان تنتج من استخدام الترايكلوسان مثل العقم, البلوغ المبكر المحفز صناعياً, السمنة والسرطان، ولم يتم ملاحظة هذه الاعراض في البشر الى الآن, لكن النتائج المتحصل عليها من دراسة الحيوانات المتعرضة للترايكلوسان تعطينا فكرة عن طبيعة الضرر الذي يمكن ان ينتج من استخدامه بكثرة.
4-هناك بعض الدلائل على ان التعرض المستمر للاطفال لمادة الترايكلوسان قد ينتج عنه فرص كبيرة للاصابة بحساسية الأنف والحساسية نحو الفستق، ويفترض بعض العلماء ان السبب في ذلك هو قلة التعرض للبكتريا!!, والذي يكون ضرورياً لتطور ونمو النظام المناعي بصورة صحيحة،
كذلك فإن الترايكلوسان يتداخل مع التقلصات العضلية في جسم الانسان و النشاط العضلي للفئران، سبب ذلك هو سهولة امتصاص الترايكلوسان الى مجرى الدم، إذ اظهر مسح في عام 2008 ان 75% من الاشخاص قيد الاختبار احتوى بولهم على الترايكلوسان.
5-بسبب الاستخدام المفرط للترايكلوسان اصبحت مجاري المياه والانهار القريبة ملوثة بهذه المادة وهو ما يؤثر سلباً على عملية البناء الضوئي للطحالب، كذلك فإن هذه المادة ذائبة في الدهون, اي يمكنها ان تدخل الى الانسجة الدهنية للاحياء وتوجد بصورة اكبر كلما اتجهنا لاعلى بالهرم الغذائي, اذ توجد بكمبات قليلة في النباتات والحيوانات الواطئة, اما في الكائنات الموجودة في قمة الهرم الغذائي فإن تركيز الترايكلوسان “مقلق” كما اظهرت دراسة عام 2009 اجريت على بعض دلافين الساحل الشرقي لامريكا الشمالية.
——————————————
ما #الحل؟؟؟
يمكنك ببساطة استخدام معقمات اليد الحاوية على الكحول، وهذا حل سريع للقضاء على كل من البكتريا والفيروسات،
او غسل اليد لمدة 30 ثانية وبصورة جيدة وهو ما يكفل التخلص من الاوساخ ومما هو مضر من بكتريا او فيروسات.
