سلسلة فيزياء الجسيمات (6) | أقوال بعض المستشرقين والإشارة إلى بعض الكتب التي تكلمت عن حضارة الإسلام
سلسلة #فيزياء_الجسيمات (6)
أقوال بعض المستشرقين والإشارة إلى بعض الكتب التي تكلمت عن حضارة الإسلام
————————————————————–
إن التوصل إلى المنهج العلمي التجريبي القائم على القياس والاستقراء هو أعظم ما أضافه المسلمون للعلم، وهو السبق الفريد الذي يُعد أفضل ما أُضيف إلى العلم على الإطلاق طوال تاريخه، بل لو اعتبرنا أن العلم ما هو إلا تجربة واستقراء وقياس فسيكون المسلمون هم آباء العلم الحديث بلا منازع، ومن أجل هذا يقول المستشرق (روم لاندو) في كتابه (الإسلام والغرب ص 46) :
” إن الحضارة الغربية مدينة للحضارة الإسلامية بشيء كثير؛ إلى درجةٍ نعجز معها عن فهم الأولى إن لم تتم معرفة الثانية ” !!
إذ بتطبيق هذا المنهج التجريبي الذي اخترعه المسلمون اكتشفوا أخطاء جمة توارثها العلماء على مدار قرون، ما ساهم في قيام ثورة علمية، حيث كانت النظريات الصحيحة مختلطة بالفاسدة وكانت مجرد نظريات دون منهج علمي تجريبي يبين الصحيح من الخاطئ، ومما يدل على ذلك ما قاله أبو الكيمياء جابربن حيان في كتابه الخواص الكبير:
“إننا نذكر في هذا الكتااب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرءناه بعد أن امتحنا وجربنا فما صح أوردناه وما بطل رفضناه وما اساتخرجناه نحن أيضا قايسناه على أحوال هؤلا القوم ”
(جابر بن حيان كتاب الخواص الكبير ص 232 نقلا عن ماذا قدم المسلمون للدكتور راغب السرجاني ص181)
واتباع المسلمين لمنهج التجريب وإدخال الاستقراء والقياس إلى االنظريات العلمية جعل كتبهم تحتوي على انتقادات كثيرة لمن سبقهم من علماء اليونان وغيرهم، ومن أمثلة ذلك ابن الهيثم حيث اشتملت كتبه على كثير من الانتقادات لبطليموس ، فقد اشتمل منهج ابن الهيثم العلمي على الاستقراء والقياس ، وقد سبق ابن الهيثم “فرنسيس بيكون” إلى طريقته الاستقرائية ، وإلى مثل ذلك يقول “جوستاف لوبون” في كتابه (حضارة العرب) ص435: “ويعز إلى (بيكون) على العموم أنه أول من أقام التجربة والرصد اللذين هما أركان المناهج العلمية الحديثة مقام الأستاذ ولكنه يجب أن يعترف اليوم بأن ذلك كله من عمل العرب وحدهم وقد أبد هذا الرأي جميع العلما الذين درسوا مؤلفات العرب “.
هذا فقط مجرد تلميحات بسيطة، بالإضافة طبعاً إلى ابتكار المسلمين لعلوم غيرَّت مجرى التاريخ كالكيمياء والصيدلة والجيولوجيا والجبر والميكانيك، ويدل على هذا ما يقوله المؤرخ الامريكى “بيريفولت”: “ليس ثمة مظهر واحد من مظاهر الحضارة الأوروبية إلا ويعود الفضل فيه للمسلمين بصورة قاطعة ”
(رويلت بيرفولت بناء الإنسانية، نقلاً عن أنور الجندي مقدمات العلوم والمناهج 710 \4).
وتقول الموسوعة البريطانية: “والحق أن كثير من أسماء الأدوية وكثير من مركباتها المعروفة حتى يومنا هذا في الحقيقة المبنى العام للصيدلة الحديثة قد بدأ العرب ” (الموسوعة البريطانية 46 / 18 الطبعة 11).
ويقول “ماكس فانتجو” في كلمة له أمام مؤتمر الحضارة العربية والاسلامية في جامعة “برنساتون” بواشنطن عاام 1953: “كل الشواهد تؤكد أن العلم الغربى مدين بوجوده إلى الحضارة العربية الإسلامية وأن المنهج العلمي الحاديث القائم على البحث والملاحظة والتجربة الذي أخذ به علماء أوروبا كان نتاج اتصاال العلماء الأوروبيين بالعالم الإسلامى عن طريق دولة العرب المسلمين في الأندلس ” .
يبدو أنني قد أطلت كثيراً، لكن حقيقة الأمر أن ما قدمه المسلمون يحتاج وحدهُ سلسلة كاملة من ألفها ليائِها فقط لنشير إلى ما قدموه إشارة سريعة، وحتى لا تأخذ السلسلة اتجاهاً آخر فأكتفي بهذا القدر، وإليكم بعض أسماء الكتب التي تشير إلى حضارة المسلمين لمن أراد الاستزادة والاطلاع:
1- ماذا قدم المسلمون للعالم : للدكتور راغب السرجاني
2- جوستاف لوبون : حضارة العرب
3- وشهد شاهد من أهلها : راغب السرجاني الطبعة الرابعة دار نهضة مصر
4- رويلت بيرفولت : بناء الإنسانية
5- أنور الجندي : مقدمات العلوم والمناهج
6- دينسيوس اجسيوس وريتشارد هيتشاكوك : التأثير العربي في أوروبا في القرون الوسطى
7- ايناس حسني : أثر الفن الإسلامي على التصوير في عصر النهضة
8- سيديو: تاريخ العرب العام تعريب خالد زعيتر
9- محمد كرد علي الاسلام والحضارة العربية
10- مكسيم رودنسون : الصورة الغربية والدراسات الغربية والإسلامية
11- ول ديورانت : قصة الحضارة
12- ديتر ميسنر: الحضارة العربية والإسلامية في الأندلس
13- جهاد الترباني : مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
بالطبع هناك عشرات بل مئات الكتب التي تتحدث عن حضارتنا وتأثيرها في في العلم الحديث، لكن أكتفي بهذا القدر لنكمل مسيرتنا عن #فيزياء_الجسيمات ونتحدث عن …. ؟
لمعرفة ذلك تابعوا معنا الحلقة القادمة …