استخدام جراثيم لمحاربة أورام الدماغ
قام مجموعة من #العلماء في جامعة ديوك بتوظيف إحدى سلالات السالمونيلا -بكتيريا مسببة لتسمم الغذاء- لمحاربة نوع مميت من أنواع سرطان الدماغ.
يعد ورم الأرومة الدبقي (glioblastoma) من أشد الأورام الدماغية فتكًا، بسبب وجود الحاجز الدموي الدماغي، الذي يمنع الأدوية من مهاجمة الورم.
كما أنه من الصعب استئصال #الورم جراحيًا بشكل كامل، حيث تشكل بقايا الورم من الخلايا التي لم يتم استئصالها احتمالية لعودته من جديد، مما شكل تحديًا كبيرًا للعلماء. ح
تى مع أفضل طرق الرعاية الموجودة حاليًا، فإنّ متوسط المدة التي يمكن أن يبقى بها المريض على قيد الحياة هي (15) شهرًا، و(10%) فقط من المرضى يتمكنون من العيش لمدة تصل إلى (5) سنوات من لحظة تشخيص إصابتهم بالمرض.
قام فريق من #جامعة ديوك بإجراء بعض التعديلات الجينية على بكتيريا (salmonella typhimurium)، حيث تم تحويلها إلى أدوات تلاحق الخلايا السرطانية، وتصدر تعليمات تدمير ذاتي داخل الورم.
أما عن آلية استخدام هذه البكتيريا لمحاربة الأورام، فقد قام العلماء باختيار سلالات مثبطة السمية من بكتيريا (S.typhimurium) بحيث لا تثير أي استجابة مناعية، والتي كانت تفتقر إلى أساس (purine) الضروري لإنتاج حمضها النووي، مما يجعلها تسعى إليه من مصادر أخرى. وحيث أنه من المعلوم أنّ الأورام تعد بيئات غنية بأساس (purine) فإن البكتيريا كانت تتوجه إليها بكميات كبيرة.
وقد قام العلماء بجامعة ديوك بإجراء سلسلة من التعديلات الجينية، حيث أصبحت البكتيريا تنتج نوعين من المركبات هما: (Azurin) و(P53) اللذان يأمران الخلايا بتدمير نفسها ذاتيًا، ولكن هذا يحدث فقط في البيئات قليلة الأوكسجين. وحيث أن الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة كبيرة، فإنها والبيئة المحيطة بها، تكون قليلة الأوكسجين جدًا؛ وهكذا يتم القضاء على الخلايا السرطانية.
التحدي الرئيسي في #العلاج كان أنّ انتشار الورم ينتشر غير واضح الحدود، لهذا السبب كانت إزالته جراحيًا حلًا غير عمليٍ. أما في حالة استعمال سلالات الجراثيم المعدلة وراثيًا لتهاجم الورم فإنّ هذه السلالات بإمكانها ملاحقة جميع الخلايا الورمية الموجودة في بيئة ناقصة الأكسجة وغنية بالبورين.
قام الباحثون باختبار #البكتيريا المعدلة بحقنها مباشرة في أدمغة الفئران.
وأظهرت الاختبارات على فئران التجارب، أن العلاج نجح في (20%) منها -وتُعَد هذه نسبة واعدة- مسببًا انحسار الورم كاملًا، وإطالة أعمار هذه الفئران (100) يوم، والذي يعادل (10) سنوات من عمر الإنسان.
أما الـ (80%) المتبقية من الفئران، والتي لم تتمكن من البقاء على قيد الحياة بعد العلاج، فلم يظهر أيٌ منها أية علامة على مقاومة المركبات الموجودة في البكتيريا، وخلص الباحثون إلى أنّ السبب في عدم نجاح العلاج هو اختلاف نسبة اختراق البكتيريا للفئران، أو بسبب نمو الورم بدرجة تفوق البكتيريا بكثير؛ ولكن في كل الفئران ظهرت مؤشرات أولية من التحسن بعد العلاج.
وما زالت هناك حاجة إلى المزيد من التجارب والاختبارات والمراقبة لمدى تقدم العلاج، ومدى إمكانية استغلاله لتقديم جرعات مختلفة في كل مرحلة من مراحل تطور #السرطان.
نُشرت هذه النتائج في مجلة العلاج الجزيئي (molecular therapy) بتاريخ 21/12/2016.