نبتة ست الحسن

تقوم هذه النبتة بخاصية تجميلية واحدة، وهي جعل حدقة العين متوسعة، مما يجعل العينين تبدوان أجمل. لكن كيف ذلك؟
ببساطة، داخل هذه النبتة يوجد معامل (كما كل النباتات)، تقوم معامل هذه النبتة بصنع مادة الأتروبين، التي توسع عضلات الحدقة. لكن لذلك ضريبة عند استخدامها في غير موضعها، فالنبتة لا تقصد ذلك.
ما الأتروبين (atropine)؟
لعلّ كل من يعمل في المجال الطبي يعرف هذه المادة الدوائية بل ودرسها تفصيلًا.
يعد الأتروبين من أشهر الأدوية المضادة للكولين (anticholinergic) والتي كانت تستعمل في مجالات عدة: موسعات للقصبات، ومرخيات لتقلصات الأمعاء، ولمرض باركنسون، وترياقًا للتسمم بغازات الأعصاب التي تعمل على تحفيز الجهاز اللاودي (parasympathomimitics) مثل السارين (لكن فعاليتها محدودة في ذلك، وهناك غيرها يستخدم الآن). وتستعمل الآن مشتقاتها لفحص العين، إذ يزول تأثير المشتقات سريعًا.

سمي نبات ست الحسن باسمه لأن النساء في إيطاليا كنّ يستخدمن خلاصته كقطرات لتوسيع حدقة العين لاكتساب الجمال (متجاهلات تشوش الرؤية في الضوء الساطع بسبب توسع الحدقة وما سيتبعه من أضرار، فالجمال هو الأهم 🙂

ولكن مع كل هذه الاستعمالات العوجاء فهي تملك الكثير من الفوائد الطبية:
إذ تستخرج منها مواد عدة هي الأتروبين والهيوسيامين (hyoscyamine) والهيوسين (hyoscine)، وأكثر استعمالاتها على السبيل الهضمي.

ما الذي يمكن أن تسببه هذه المادة من أضرار؟
في الحقيقة هذه المادة الجميلة أخطر مما قد تظن، فهي قد تسبب: هذيانًا، وجفافًا في الحلق، وارتفاعًا في الحرارة نتيجة نقص قدرة الجلد على التعرق، وزيادة ضربات القلب.
كما قد تسبب احتباسًا في البول وتشنجات وعدائية.
أما عند استخدامها قطوراتٍ فهي تسبب توسع الحدقة. أليس ذلك جيدًا؟ في الحقيقة خلق الله لك نظامًا في الحدقة ليتناسب مع الضوء، فبعد استعمال هذه المادة لن تستطيع الخروج للشمس، لأنك سترى الضوء ساطعًا للغاية، مما قد يؤثر على عينيك.

دمتم بصحة وعافية