جرائم خرافات الداروينية والتطور – الجزء الثامن
#منكوشات_تطورية – جرائم خرافات الداروينية والتطور 8 – التعقيم الإجباري !! إذا كان رأسك وجسمك هكذا فاحذر من التطوريين !!
في فبراير 2015 وافق نواب البرلمان الأمريكي على حصول كل ضحية للتعقيم الإجباري أو القسري على 25 ألف دولار – وذلك بعد مارثون طويل ومعركة قضائية شرسة نتيجة ما أقرته المحكمة العليا الأمريكية عام 1927 من قانون التعقيم لتحسين النسل في ولاية فرجينيا والذي استمر إلى عام 1979 !!
لقد انغمست أكثر من 30 ولاية أمريكية في هذا البرنامج الوحشي لتعقيم الأشخاص الذين اعتبرتهم أمريكا :
((يحملون صفات وراثية غير مرغوب فيها، أو يعانون من خلل عقلي)) !!
حيث تحت هذه الحجة تم تعقيم أكثر من 8 آلاف شخص بين عامي 1920 و1970 من أصول أفريقية وغيرهم – كان ثلثاهم نساء توجهن إلى المستشفيات من أجل الخضوع لعمليات أخرى فتم إجراء عمليات التعقيم لهن دون علمهن !! ويبلغ العدد الإجمالي للضحايا تقريبا أكثر من 60 ألف شخص أمريكي يسعون للحصول على تعويضات !!
إنها قصص أغرب من الخيال – ليس فقط في وحشيئتها وانتزاعها لكل ملمح إنساني – ولكن أيضا لأنها فاقت في غبائها حدا لا يوصف – وهكذا تأخذ مكانها مع باقي القصص الأخرى في معرض التطور والداروينية الذي لم يسلم من أذاه شيئ لا في نزاهة العلم ولا مصداقيته ولا نفعه ولا علاقته بسمو البشر !!
فحسبما قرر داروين في كتابه (أصل الإنسان) من أن أجناس البشر وأعراقهم مختلفة – وأنها تتدرج على سلم التطور المزعوم اقترابا وابتعادا من الحيوانات والغوريلا (فأدناهم الزنوج والهنود الحمر وأعلاهم القوقازيين الأوروبيين) وأما الأخطر : فهو قوله أنه عن قريب سوف تقوم الأجناس الأعلى بإزالة الأجناس الأدنى من الحياة !!
وكأنه بذلك أعطى السكين إلى مجنون ثم فتح له الباب ليلهو مع الابرياء !!
لن نعيد ذكر المآسي السابقة التي ذكرنها في منشورات الأيام الماضية – ولكن اليوم مع مأساة جديدة يتم فيها بجانب التخلص من المرضى والمعاقين بلا رحمة : حرمان العديد من الآباء والأمهات من الولادة قسرا وجبرا لا لشيء : إلا لأن (السادة العلماء التطوريين بخرافاتهم) يرون أنهم أقل تطورا وعبئا في عقولهم أو أجسامهم على الحياة والطبيعة !! ولذلك فإنه حسب قانون الغاب الذي أسسه داروين للبشر : وجب إما التخلص منهم : أو تعقيمهم قسريا وجبريا بدعوى تحسين النسل Eugenics !!
حيث بعد أن أفرغ داروين أفكاره المريضة وخرافات تطور الإنسان : شرع بعض التطوريين لإحياء عادة جاهلية قديمة لدى المتكبرين والمتجبرين من بعض الأمم كالرومان والإغريق والفرس والعرب وغيرهم ألا وهي :
1-
اصطفاء نسل الأكابر وعلية القوم المرموقين (تحسين نسل إيجابي)
2-
وقف نسل كل الضعفاء والمغلوبين على أمرهم والمرفوض كثرتهم في المجتمع ولو بالتعقيم القسري (تحسين نسل سلبي)
ويعتبر أول مَن استخدم مصطلح (تحسين النسل) علميا هو فرنسيس غالتون الذي عاصر في حياته ظهور أفكار داروين القاتلة ( حيث ولد 1822 ومات 1911) وقد استعملَ هذا المصطلح لأول مرة عام 1865 في مقالة بعنوان (الموهبة الوراثية والطبع)
فهو الذي حث على تحسين النسل بنوعيه الإيجابي والسلبي (أي الاصطفاء بالتزاوج بين المفضلين – ووقف تناسل غير المرغوب فيهم كالمعاقين وغيرهم) – ومنه بدأت تنتشر الأفكار إلى غيره حتى أن أمريكا طبقتها في ولايات كثيرة بالتعقيم الإجباري للاجناس غير المرغوب تناسلها وكثرتها (مثل عدد من المهاجرين على أرضها وغيرهم) – إلى أن بلغت ذروتها في عهد هتلر كما قرأنا في منشور امس !! ثم أخذت في الاختفاء تدريجيا إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي نتيجة السمعة السيئة والفضائح الإنسانية التي أحاطت بها وارتبطت مع جرائم هتلر خصيصا
والآن .. لنقف وقفة لنرى :ما هي مصائب كل نوع من النوعين – وخاصة بعد أن عادت أفكار (تحسين النسل) من جديد في أوروبا وأمريكا اليوم تحت غطاء من استغلال علم الجينات الحديث والتحكم فيه للوصول إلى (بشر أفضل) !!
أما تحسين النسل (الإيجابي) (التناسل بين أفضل البشر)
فغير ما فيه من خرافات العنصرية البغيضة وعودة لتفضيل أجناس على آخرين بغير وجه حق إلا بعض صفات الرأس ومقاسات محيط الدماغ وربط طول القامة ولون البشرة بالذكاء (!!) :
فإنه يحوي أفكارا أسوأ مثيرة للاشمئزاز وضد الفطرة والحياء ومعاني الزوجية والسكن عندما يطغى على العقول فيصيبها بالغباء حتى لو كانوا علماء (وهذه عادة الإلحاد والتطور) !!
فمثلا ..
في ثمانينات القرن الماضي توجه الفيزيائي الحاصل على جائزة نوبل وليام شوكلي : بدعوة الحاصلين على جوائز نوبل إلى الإسهام بوضع كمية من حيواناتهم المنوية في بنك للنطف !! وذلك لتتمكن أي أنثى مؤهلة من القيام بدورها تجاه الإنسانية في تحسين نسل الجنس البشري عن طريق تلقيحها من بنك النطف لهؤلاء المتفوقين فكرياً !! وهنا تعود الذاكرة إلى هيرمان. ج. مولر الذي كان من أهم المتحمسين لهذا النوع من التلاعب البشري وتأسيس بنوك للحيوانات المنوية بلا أي وزاع أخلاقي أو ديني او قيمي أو إنساني (وكأنهم يزاوجون الحيوانات تماما بالتهجين للحصول على أفضل قطيع) !!
المشكلة أن أحد أخطر هذه الممارسات إن استمرت بالفعل كما يحلمون على المدى البعيد هو تحول هائل لتمييز البشر إلى فئتين – فئة (مواليد محسنة وهم غالبا الأغنياء الذين يشترون الحيوانات المنوية ويجرون العمليات) !! وفئة هم باقي البشر الذين رفضوا ذلك أو من الفقراء الذين لا يملكون أسعار هذه الممارسات المجنونة !!
وبذلك تكون البشرية عادت من جديد لأحط صور العنصرية مرة أخرى بين جنسين أو نوعين : والله وحده يعلم ماذا سيقرر الأقوى منهم في الأضعف من استغلال أو إبادة أو قتل او تعقيم !!
وأما تحسين النسل (السلبي) (التعقيم الإجباري)
فحدث ولا حرج !! من أول فكرة القضاء على الفقراء وسكان العالم الثالث (الأفارقة على الأخص) ليضمن (الأكابر) على سلم التطور وفرة الموارد الطبيعية لهم على الأرض : إلى آلاف من العمليات الجبرية والقسرية والتي بدون علم (أي تم إجرائها بالخداع لنساء لا يعرفن شيئا) تمت مع مطلع القرن العشرين – ثم زادت في العشرينيات – ثم بلغت أوجها في عهد النازية وهتلر كما قلنا – ثم بدأت في التراجع إلى أن اختفت شعبيتها قرب الثمانينيات – ثم عادت إلى الظهور مجددا بصورة محلية في بعض الدول المعينة وحكامها لأسباب كثيرة : غالبا يرفعون فيها شعار تحديد النسل أو تنظيم الأسرة أو الرعاية الصحية للنساء !!
يقول التطوري السير ديفيد أتنبره :
” أوقفوا إطعام أمم العالم الثالث لتقليل عدد سكان العالم ”
David Attenborough: Stop feeding third world nations to reduce population
رابط الخبر : هنا
وعلى هذا يمكن قياس العديد من المشاريع والمؤامرات لتقليل النسل أو إيقافه باستغلال جهل ملايين الناس البسطاء في دول العالم الثالث أو الدول التابعة لرغبات (العظماء في التطور) !!
لن نعيد الكلام هنا عن ألمانيا وأمريكا كمثال ولكن :
في الهند مثلا :
وفي شهر يناير عام 2012 انتشر فيديو لأحد الجراحين يجري عمليات لرجال ونساء في مبنى مدرسة بضاحية أراريا التابعة لولاية بيهار بالهند – كانت كلها عمليات تعقيم – وقد وصلت خلال ساعتين فقط إلى قرابة 53 عملية – وبالطبع لا طاقم مؤهل ولا أماكن نظيفة ولا أدوات جديدة أو معقمة !!
القضية اتخذت شكلا إعلاميا بتسريب هذا الشريط أدى في النهاية إلى قضية رأي عام اشتهرت باسم : (برنامج التعقيم القسري للنساء والرجال الهنود) – والطامة الكبرى أن البرنامج كان من تمويل الحكومة البريطانية بمنحة إلى الهند قدرها 166 مليون جنيه استرليني !! وقد مات فيه من مات نتيجة الإهمال الطبي !!
والمشكلة ذاتها في بيرو في عهد الرئيس السابق فوجيموري – حيث تم تنفيذ مخطط : (تعقيم جماعي قسري للنساء الفقيرات والمعوزات) بين عامي 1995 و 2000 !! وتم فيه استهدف قرابة 300 ألف امرأة سواء بالجبر أو بالضغط عليهن وعلى أزواجهن أو بدون علمهن (كل واحدة على حسب حالتها ودرجة تعليمها وزوجها وفهمهم للأمور) !! والقضية أثيرت بتداعياتها بقوة في عام 2013 للمطالبة بالتعويضات (ويمكن البحث عنها بسهولة على الإنترنت حتى باللغة العربية)
العجيب أن إسرائيل نفسها (رمز التقدم والمدنية والتحضر عند المطبعين معدومي العقل والضمير) : مارست نفس الأسلوب الدنيء (التعقيم الجبري) وذلك على النساء اليهوديات الأثيوبيات !! حيث في الوقت الذي تحتاج فيه إسرائيل إلى تكثير عددها لاحتلالها لفلسطين :فهي لا ترغب بتزايد عدد غير اليهود الأصليين بها (مثل أولئك الأثيوبيات) عن طريق تزاوجهم وتناسلهم !! ولذلك فقد عمدوا إلى أسلوب الخداع والضغط على تلك النسوة قبل سفرهن إلى إسرائيل بإعطائئهن دواء (ديبو بروفيرا) على أنه مصل وقائي !! وأنه لن تسافر لإسرائيل مَن ترفض أن تتعاطاه !!
إلى هنا تنتهي جولتنا
لنبدأ غدا في عرض بعض المصائب (الفردية) لتطوريين نتيجة تفكيرهم بالمنطق (التطوري) : وماذا ارتكبوا من جرائم في حق الأبرياء !!
رابط المنشور على صفحتنا
.