خمسُ حقائقَ لم تكن تعرفها عن غاندي !
“موهانداس كرمشاند غاندي” أو كما يعرف بالمهاتما غاندي (المهاتما أي الروح العظيمة باللغة السنسكريتية)؛ هو سياسي هندي بارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند من الاستعمار البريطاني، وعُرِف غاندي بدعوته لمقاومة الاستبداد والإحتلال باللاعنف والسلمية؛ حتي أصبح يوم ميلاده يوماً دولياً لِلاعنف؛ لكن هل كان غاندي متمسكاً حقاً بتلك المبادئ التي دعا إليها؟
هذا ما سُنجيب عنه في هذا المقال بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض الأمور الغريبة في حياة الزعيم الهندي غاندي!
1- غاندي ومشاركته الاحتلال البريطاني في حربه ضد شعوب جنوب إفريقيا !
في عام 1899 إشتعلت حرب البوير الثانية (حرب جنوب إفريقيا) بين الإمبراطورية البريطانية وجمهوريتي البوير وجمهورية جنوب أفريقيا (الترانسفال) وجمهورية البرتقال الحرة، وكانت بسبب محاولة الإستعمار البريطاني احتلال جمهوريتي البوير.
وقد انتهت تلك الحرب عام 1902 بانتصار الإمبراطورية البريطانية .
الغريب في الأمر أن غاندي حاول التطوع في جيش الاحتلال البريطاني لمقاتلة البوير وذلك دعماً لقضيته في الهند!
بمعى آخر تخلى عن مبادئه حينما رأى مصلحته في سلوك طريق العنف؛ والأمر اللافت للنظر أكثر أنه كان يعتقد بعدالة قضية البوير أصلاً؛ لكنه دخل في العنف ودعمه لأجل مصلحته القومية!
وقد ذكر #غاندي ذلك في كتابه قصة تجاربي مع الحقيقة حيث قال:
((مالت عاطفتي عند اندلاع الحرب نحو البوير…….، وشعرت أن من واجبي المشاركة في الدفاع عن الإمبراطورية البريطانية كأي مواطنٍ بريطاني؛ إذا ما كنت أطالب بحقوق مماثلة كحقوق المواطن البريطاني. اعتقدتُ وقتها أن الهند لن تتمكن من الحصول علي استقلالها الكامل إلا عن طريق الإمبراطورية البريطانية، فأخدت في جمع أكبر عدد من المتطوعين، وبصعوبةٍ بالغة حصلتُ على موافقتهم على المشاركة في خدمات الإسعاف)).
وقد تكرر موقف غاندي المساند للإحتلال البريطاني عام 1906؛ عندما قامت ثورة الزولو والتي عرفت باسم (تمرد بامباثا) بسب فرض العديد من الضرائب التي أثقلت كاهلهم بالديون ورداً على السياسات القاسية التي تعرض لها سكان الزولو من إدارة ناتال.
وللأسف لم يختلف تعامل غاندي مع تلك الثورة عن تعامله مع ثورة البوير، حيث تحدث في كتابه السابق أيضاً عن تلك الأحداث:
((حملَتْ الصُحُف خبر اندلاع ثورة الزولو في ناتال. لم أكن أحمل ضغينة ضد الزولو، فلم يتعرضوا بالأذى لأيٍّ من الهنود. وكانت تساورني شكوك بشأن الثورة ذاتها. وكنت أؤمن حينها بأن الإمبراطورية البريطانية تهدف إلي خير العالم، فمنعي شعورٌ صادق بالولاء حتي من تمني تعرض الامبراطورية البريطانية لأي سوء، ومن ثمَ لم تؤثر الأحقية التي قامت من أجلها الثورة أو عدم أحقيتها علي قراري. كانت لدى ناتال قوات دفاع من المتطوعين، وكانت الأبواب مفتوحة لمتطوعين جدد. نمى إلى علمي أن هناك تعبئة لتلك القوة من أجل القضاء على الثورة ….، فكتبتُ إلى الحاكم معبراً عن استعدادي إن كان هناك ضرورة لتشكيل فرقة إسعاف من الهنود، ولقد قبل عرضي علي الفور)).
حسناً لِنُسجِل هذه المعطيات ها هُنا؛ دَعَمُ غاندي الإستعمار البريطاني في مواجهة الثورة التي قامت بها قبائل الزولو التي عانت من استبداد وظلم الإحتلال؛ وبالرغم أيضاً من عدم تعرض الزولو للهنود بأي أذى، فعل ذلك غاندي فقط لأنه كان يؤمن بأن الإحتلال البريطاني يحمل الخير للعالم!
2- موقف غاندي من الصراع #الإسلامي-الهندوسي:
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن غاندي بدأ يُظهر اللين في الدفاع عن النفس “بالسلاح” حين انفجر الصراع الإسلامي الهندوسي حيث قال:
((كان الناس ينصتون إليَّ حين كنتُ أعلمهم كيف يواجهون البريطانيين المسلحين بدون اسلحه ،ولكن هذه الايام بلغني أن فكرتي عن اللاعنف يمكن ان تكون غير مجدية في مواجة هذا الجنون الاجتماعي ، ولذلك فإن الناس يجب أن يسلحوا أنفسهم للدفاع عن النفس)).
مع أنه كان سلمياً مع الإستعمار البريطاني، أليس هذا غريباً ؟!
3- مواجهة #الغزو النازي باللاعنف !
ومن الدعوات الغريبه والطريفة التي أطلقها غاندي؛ هي دَعوتَهُ للبريطانيين أن يواجهوا الغزو النازي باللاعنف، فانفجر عليه النقد البريطاني، ووصفوا كلامه بأقذع العبارات، وأمطرته الصحافه الغربية بوابل من التهكم والسخرية، وقد ذكر ذلك أستاذ الفلسفة الفرنسي “جان مولر” في كتابه “غاندي المتمرد:ملحمة مسيرة الملح”.
4- غاندي و #اللحم:
من المواقف الشديدة الغرابة لغاندي أنه تبعاً لاعتقاداته في منع أكل اللحم؛ كادَ أن يُهلِك زوجته؛ حين منع غاندي طبيب زوجته المريضة من إعطائها شيئاً من منتجات اللحم، حيث يقول غاندي:
((اجتمعت إلي الطبيب الذي أدلى إليّ في هدوء بهذا النبأ :”كنتُ قد أعطيتُ زوجتك السيدة غاندي مرق لحمِ البقر عندما هاتفتك”، فقُلت: “لا، أيها الطبيب، أنا أدعو هذا خيانة”))، ثم قال غاندي للطبيب:
((أنا لن أسمح لزوجتي أن تعطى اللحم أو لحم البقر حتى لو كان هذا الرفض يعني موتها إلا اذا رغبت بذلك)).
وكانت زوجة غاندي غير قادرة على التحدث، ومع ذلك ذهب غاندي واستشار زوجته المريضة، فصادقت على رأيه بالامتناع عن أكل اللحم رغماً عنها، فقال الطبيب لغاندي:
((يالك من رجل غليظ القلب! كان ينبغي أن تخجل من مباحثتها بهذه المسألة وهي في حالتها الحاضرة)).
5- الممارسات الجنسية الغريبة لغاندي !
لم يكن سراً أن المهاتما غاندي امتلك #حياة جنسية غير عادية، وتحدث باستمرار عن الجنس وأعطى تعليمات مفصلة حوله لأتباعه، وفي كثير من الأحيان كانت استفزازية، ولم تكن وجهات نظره دائماً شعبية، وقد وصف أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال “جواهرلال نهرو” نصائح غاندي للمتزوجين حديثاً؛ بأنها ((شاذة وغير طبيعية)).
وقد استعرض مقالاً نشره موقع «ذي إندبندنت» أهم ما جاء بكتاب «Gandhi: Naked Ambition» الذي صدر حديثًا ويعرض بعض شهادات نساء عشن مع غاندي، وبعضهن كن من حفيدات أقاربه، واستعرض بعض الممارسات الجنسية الغريبة لغاندي، ومن تلك المارسات أن غاندي انخرط في تجاربه الجنسية مع حفيدات أقاربه مثل «مانو» وهي حفيدة أحد أقاربه، و«أبها» زوجة «كانو غاندي» حفيد أحد أقارب غاندي، وكنَّ في 18 من العمر؛ وقد كان غاندي يبلغ من العمر في ذلك الوقت 77 عاماً !
لقد كشفت العديد من الدراسات والمقالات الحديثة العديد من الجوانب الغريبة والشاذة في حياة غاندي، والتي ظلت طي الكتمان طوال عشرات السنين، وقد حاولت في هذا المقال كشف اللثام عن بعض تلك الجوانب التي يجهلها أغلبنا ويتجاهلها الإعلام بصورة غريبة !
“عندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طائلة، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية ”
غاندي (1869-1948)
المصادر في رابط المنشور على صفحتنا
.