تبرير الشذوذ الجنسي homosexuality أو المثلية.. علم صحيح؟ أم سياسة رائجة؟
تبرير الشذوذ الجنسي homosexuality أو المثلية..
علم صحيح؟ أم سياسة رائجة؟
انتشرت العديد من التبريرات للمثلية في العالم بدعوى مناهضة رهاب الشذوذ Homophobia وأن المثليَّ يفعل ما يفعل بدون إرادة منه فهو مجبور عليه!
وعزَّى الكثيرون عدم إرادته للجينات أو كونه أمر طبيعي يولد به الإنسان، واتُخِذَت قرارات لتشريع الشذوذ وتجريم من يعارضه تحت غطاء محاربة رهابه..
ولكن هل هو فعلًا شيء مجبول عليه الإنسان؟
——————————————————-
سنتكلم معكم في المقال عن عدة أفكار تطرق عنوان موضوعنا:
1) بدايةً يجب أن نشير إلى أن وجود بعض الدوافع السلوكية لدى عدد من الناس بالولادة: لا يسوِّغ لهم الإجرام أو الخطأ -فمثلًا بعض الناس لديه نزعة للعصبية أو نزعة للعنف أو نزعة للشبق الجنسي مثلًا: ولكن هذا كله لا يسوِّغ لهم ارتكاب الأخطاء -وإنما هو من ضمن ابتلاءات الناس كلها والتي وزَّعها الله عزَّ وجلَّ عليهم- مثل الأمراض والمصائب وغيرها، والدليل على ذلك أنه ليس كل إنسان عصبيّ أو مائل للعنف أو الشبق: وجبَ عليه أن يكون مجرمًا أو قاتلًا أو زانيًا بل نحن مأمورون بالتحكم بدوافعنا وكبح جماح الخاطئة منها.
2) العديد من الناس يقول الحيوانات تمارس الشذوذ! وبالتالي هو شيء طبيعي يوجد حولنا، وهذه إحدى المغالطات المنطقية الشائعة وتدخل تحت باب الاستدلال بأدلة صحيحة على نتائج لا تلزم منها؛ فوجودها لدى الحيوانات هل يعني أنها سلوك طبيعي لدى البشر؟!
بالطبع لا، فمن الأمور الطبيعية لدى بعض الحيوانات مثلًا أنها تقتل أطفالها (لأسباب عديدة منها كون الأطفال مشوهة أو ضعيفة أو لم تعثر على كفايتها من الطعام ولأسباب كثيرة يدركها من توسع في عالم الحيوانات) فهل هذا يعني أنه أمر طبيعي لدى البشر وأنه يمكننا فعله فهو موجود في الطبيعة وبالتالي هو صحيح!
لا يقول بهذا ذو عقل. ولكن للمهتم بالاطلاع على المزيد من هذا الجانب يمكن قراءة مقالنا: “الشذوذ الجنسي في الحيوانات بين وهم الدليل وفساد الاستدلال”
3) هل توجد أدلة على وجود ما يُدعى بجين الشذوذ؟ أو على علاقة الشذوذ والجينات؟
الإجابة: لا يوجد ما يدعى بجين الشذوذ، أما بالنسبة لعلاقة الجينات بالشذوذ الجنسي:
فواحدة من أنجح طرق دراسة العلاقة بينهما هي دراسة التوائم المتماثلة -وذلك لأن التوأمين يكونان متطابقين جينيًا بنسبة كبيرة جدًا – فلو كانت المثلية الجنسية هي جين أو مجموعة جينات كما كان مقترحًا في أواخر القرن الماضي“Gay Gene” فلا يمكن أن يكون أحد التوأمين مثليًا والآخر غير مثليّ، ولكن الدراسات خالفت ذلك حيث سجلت الدراسة الأسترالية التي أجراها بيلي Bailey وزملاؤه على التوائم ذوي الميول الجنسية المثلية نسبة 11% للرجال و14% للنساء فقط! كيف هذا ولديهما جينات متطابقة؟!
وهذا يعني أن من بين كل تسعة أزواج من التوائم الحقيقية الذكور عندما يكون أحدهما مثليَّا جنسيًّا، لا يكون الآخر مثلي الميول الجنسية إلا في زوج واحد من بين التسعة، أو بنسبة 11% من المرات، وهذا ليس بكثير، مما يعني أن التوائم الحقيقية تختلف عادة.
ولو كان السبب وجود جين للشذوذ، لحملَ التوأمان نفس الجين، أي يجب أن يكونا كلاهما شاذين. ومع ذلك لا يكون شاذًا! فلم؟!
(تجدون في التعليقات رابط مقال لأحدث دراسة عن موضوع الشذوذ والجينات وتكلمنا هنا قليلاً عن إحدى هذه الدراسات التي دعمت هذه الفرضية).
4) هل تؤثر الهرمونات التي يتعرض لها الجنين قبل ولادته على توجهه الجنسي؟
أشارت إحدى المراجعات الصغيرة أن البيئة الغدية السابقة للولادة (أي داخل الرحم) لها تأثير كبير على التوجه الجنسي البشري ولكن جزءًا كبيرًا من التباين في هذه الخاصية السلوكية (أي التوجه الجنسي) “لا يزال غير مبرر” حتى الآن، وأنه لا يزال يتعين تحديد كيفية تفاعل العوامل البيولوجية السابقة للولادة مع العوامل الاجتماعية بعد الولادة لتحديد التوجه الجنسي للفرد.
وبالتالي لم تجزم الدراسة بتحديد بيئة ما قبل الولادة لتوجه الفرد الجنسي بل وأشارت لضرورة دراسة التفاعل السابق مع العوامل الاجتماعية التي يُحتمل أن يكون لها دور.
في النهاية فإن كتابنا الكريم قد صوَّرَ لنا عقوبة آل لوط في آيات كثيرة لنستدل به -وهو خير دليل- على منافاة هذا السلوك للفطرة السليمة، كما نعيد ونذكِّر أن الميل الشـاذ ابتلاء كغيره من الابتلاءات التي تصيب الإنسان وفي الابتلاء نُؤمر كمسلمين بالصبر ومجاهدة النفس، وأيضًا البعد عن مسبباته التي أدت لحدوثه! وعدم المجاهرة به بين الناس! فالحياة الدنيا فانية والآخرة باقية، وندعو من ابتلي بالمثلية أن يلتمس العلاج ولا يقنط من رحمة الله فرحمته وسعت كل شيء فسيكتبها للذين “يتقون” ويتذكر ما أنعم عليه في غيرها من أمور الدنيا وأنه عز وجل سيجزيه على صبره واحتسابه.
رحمنا الله وإياكم وعافى مرضى المسلمين ورزقكم الطمأنينة والرضا!
إعداد: الباحثون المسلمون
المصادر:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3138231/
https://www.nationalgeographic.com/news/2014/3/140328-sloth-bear-zoo-infanticide-chimps-bonobos-animals/
My genes made me do it p172