هل الكروموسوم 2 في الإنسان دليلا على تطوره من سلف مع الشيمبانزي ؟
#منكوشات_تطورية – هل الكروموسوم 2 في الإنسان دليلا على تطوره من سلف مع الشيمبانزي ؟
اقرأوا معنا أكثر من دراسة علمية …
في البداية : مَن لا يفهم شيئا : يحاول الاستعانة بصورة المنشور
ونقول بعون الله ………..
لا زال التطوريون يستغلون الجهل بوظائف الأشياء : ليزعموا أنها أدلة على التطور – وذلك منذ أواخر القرن التاسع عشر وإلى اليوم – فبدلا من أن يعكفوا في معاملهم للبحث عن وظائف كل شيء جديد يتم اكتشافه في الجسم أو الخلايا : لا .. هم على الفور يحاولون استغلال الجهل بوظيفته في إلباسه دور الدليل على التطور إلى أن يسقطه العلم : فيتحولون إلى غيره وهكذا باستمرار .. وطالما وجدوا أتباعا للأسف لا يفهمون ولا يتعظون ولديهم الاستعداد التام لأن يلدغوا من الجحر الواحد ليس مرتين ولا ثلاثة ولا عشرة : بل عشرات المرات !!
تخيلوا أنهم كانوا يقولون في أواخر القرن التاسع عشر أن الغدد الصماء أعضاء ضامرة أو آثارية Vestigial organs أي من الأثر لا وظيفة لها (أي من بقايا التطور في جسم الإنسان كانت للحيوانات أسلافه من قبل ثم توقفت عن وظيفتها) : فقط لأنها كانت غير معلومة الوظيفة ساعتها !! (وقيسوا على ذلك أكثر من 80 عضوا تبين فيما بعد طيلة المائة عام الماضية أنها كلها لها وظائف) !!
وإلى اليوم : يمارس التطوريون نفس الشيء ولكن مع الجينات والحمض النووي الوراثي DNA – مرة يقولون أن أكثره خردة Junk لا وظيفة له : فيكشف العلم أنه مليء بالوظائف الهامة !! ومرة يصفون جينات بالكاذبة أو الزائفة : فيتبين أنها تنشط عند الحاجة وهكذا .. ومن أشهر قصصهم في ذلك قصة التحام الكروموسوم رقم 2 في الإنسان – فما هي يا ترى ؟؟
———————
أولا :
مقدمة علمية بسيطة لغير المختصين
كل خلية فيها حمض نووي في الإنسان : تتكون من 46 كروموسوما (أو 23 زوج كروموسومات) وكروموسم يعني صبغي (وقد أسماه العلماء صبغي لأنهم يصبغونه كيميائيا حتى يتمكنوا من دراسته) – في حين أن الشيمبانزي والغوريلا والأورانجتان في كل منها 48 كروموسوما (أو 24 زوج كروموسومات)
وكل كروموسوم يكون على شكل X يتكون من 2 كروماتيد ملتحمان من المنتصف (كروماتيد من الأب وآخر من الأم) وأما النقطة التي يلتحم فيها الكروماتيدان فتسمى سنترومير Centromere – وهي نفسها التي عن طريقها يتم إمساك الكروموسومات بخيوط المغزل في طور الانفصال بعد اصطفاف الكروموسومات استعدادا للانقسام – وأما أطراف الكروماتيدين أو أطراف الكروموسوم (أي الأربعة أطراف لحرف X هذا) فتسمى تيلوميرات Telomeres وهي تشبه رأس رباط الحذاء الذي يحميه من التلف
إذن مهمة السنترومير :
هي تحكم الخلية في تحريك وفصل الكروموسومات
ومهمة التيلوميرات :
هي حماية أطراف الكروموسومات من التلف / ومن الاتحام بأطراف كروموسومات أخرى بالخطأ / وكذلك تعتبر علامة مميزة على عدد الانقسامات التي انقسمها الكروموسم في حياته (يعني الإنسان يولد بنهايات تيلوميرية طويلة عندما يكون جنينا – وكلما تجددت خلاياه عبر عمره الطويل تقل التيلوميرات شيئا فشيئا حتى تشيخ الخلايا ويكون ذلك أحد علامات اقتراب موته أو نهاية جسده عن العمل)
وبما أن الحمض النووي في الكروموسومات يتكون من 4 قواعد (هي مثل حروف الشفرة واللغة التي تحدد صفات الكائن الجسدية) وهي التي نرمز لها بأول كل حرف منها : CGTA
فإن منطقة السنترومير في وسط الكروموسوم : تمتاز بتتابع معين معروف للعلماء – وكذلك أيضا منطقة التيلومير (مثلا منطقة التيلومير تتكون من التتابع TTAGGG مكرر آلاف المرات)
————————–
ثانيا :
فرضية الالتحام
حيث نعود إلى استغلال التطوريين للجهل في افتراض (أعضاء ضامرة أو آثارية) – فنرى أنهم طبقوها هذه المرة على الإنسان والشميمبانزي باعتباره أقرب الرئيسيات إليه (طبعا هذا الكلام وقت هذه الكذبة – إذ كل خرافة التطور تتغير مع تقدم العلم الذي يهدم كل شيء إلا الاسم !! حيث يجب أن يبقى التطور صحيحا حتى لو تغير بالكامل)
فلو تتذكرون منذ شهرين فقط نشرنا آخر صدمات العلم لهم وهو أن البونوبو أقرب سلف حي للبشر وليس الشيمبانزي !!
Humans Have Closer Cousin Than Chimpanzee, The Rare Bonobo Ape
https://www.sciencetimes.com/articles/14001/20170503/humans-have-closer-cousin-than-chimpanzee-the-rare-bonobo-ape.htm
ما علينا …
هم رغم بناء ما قالوه على الشيمبانزي : إلا انهم ينسبونه إلى السلف المشترك (الجد الأعلى) للإنسان والشيمبانزي – فماذا فعلوا أو ماذا قالوا ؟؟
فقبل انتهاء مشروع فك جينوم الإنسان بالكامل : فقد اختاروا منطقة في الكروموسوم رقم 2 في الإنسان تتكرر فيها عدد من التتابعات TTAGGG رغم أنها بداخل الكروموسوم بجانب التي على أطرافه – وهنا قالوا على الفور : أن هذه المنطقة هي نتيجة التحام 2 كروموسم من سلف الإنسان والشيمبانزي !! لأنه لو التحم 2 كروموسوم فإن تيلومير طرف هذا مع تيلومير طرف ذاك سيعطيان تيلوميرا كبيرا في المنتصف !!
ثم ما لبثوا قليلا حتى عثروا على ما تتابعات تشبه تتابعات السنترومير كذلك في نفس الكرومسوم رقم 2 في الإنسان (بجانب السنترومير الأصلي الذي فيه) فقالوا أن هذا ما يؤكد هذا الكلام !!
وبذلك استطاع التطوريون تقديم واحد من أقوى أدلة تطور الإنسان على الإطلاق كما يصفونه (وفسروا بذلك أخيرا لماذا الإنسان 46 كرومسوما بدلا من 48 مثل الشيميانزي والغوريلا والأورانجتان) – بل وكان أحد الأدلة الحاسمة بالفعل في محاكمة دوفر الشهيرة عام 2005 أو كما اشتهرت باسم (كيتزميلر ضد دوفر) Kitzmiller v. Dover !!
والآن …
هل تصح هذه الفرضية حقا وخاصة مع توالي الاكتشافات الحديثة ؟
أم تسقط مثل كل أدلتهم طيلة 150 سنة ؟!
———————-
ثالثا :
تفنيد الفرضية
لقد اتضح مع ظهور بيانات الحمض النووي بصورة أكثر تفصيلا وخاصة بعد انتهاء مشروع فك جينوم الإنسان بالكامل : أن التطوريين لم يفعلوا في اختيار البيانات إلا مثل الذي يختار طماطم Cherry-picking بحسب ما يريد فقط لا أكثر ولا أقل !! فهم يبحثون عن البيانات التي يعلمون أنها تفيدهم فيما يريدون قوله : ويتركون البيانات التي تنفي ما يريدون قوله !!
فضلا عن تجاهلهم التام أنه لو صح هذا الالتحام : فإنه من المفترض أن ينتج عنه تشوهات في الأجنة كما نرى اليوم في متلازمات مرضية كثيرة !! بل : وسيظهر 2 سنترومير في الكروموسوم رقم 2 في الإنسان : فكيف ستمسك الخلية بهما في مرحلة الانقسام وكيف ستحركهما ؟!! وخصوصا مع أول فرد وقع فيه ذلك الالتحام المزعوم ؟! هل ستمسك الخلية الكروموسوم من النقطتين المركزييتن معا ؟!! عجيب !!
لكن دعونا نتحدث أيضا بلغة الدراسات العلمية فنقول …
1-
إذا كان تم التحام تيلومير طرف كروموسوم بتيلومير طرف كروموسم آخر : لينتج منطقة تيلومير في الكرومسوم رقم 2 في الإنسان : فهذا يعني أن تلك المنطقة التيلوميرية يجب أن تكون طويلة (لأنها تجميع 2 تيلومير) – لكن دراسة قامت بمقارنة ذلك مع منطقة الالتحام المفترضة (وخصوصا مع فترة تطور الإنسان المزعومة عندهم من السلف الرئيسي من 6 مليون سنة) : فتبين أنها قصيرة جدا عن أن تكون التحام 2 تيلومير !! وأن المنطقة ناقصة بشكل كبير جدا !!
عنوان الدراسة من 2002م :
Genomic Structure and Evolution of the Ancestral Chromosome Fusion Site in 2q13–2q14.1 and Paralogous Regions on Other Human Chromosomes
الرابط :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC187548/
نتابع
2-
في دراسة أخرى تناولت هذه المرة منطقة السنترومير التي قال التطوريون أن الخلية تخلت عنها لتركز مع سنترومير واحد فقط – فوجدت الدراسة أيضا أن الفارق الفعلي بين المفترض وجوده وبين ما هو موجود : هو تشابه صغير 28% فقط (يعني وجدوا المنطقة تحتوي على 158 تكرارا : منها 44 فقط متطابقة مع الافتراض التطوري) بل ووجدوا أن منطقة الالتحام المفترضة لا تدخل في تركيب الكروموسوم المزعوم التحامه من الشمبانزي أصلا !!
المصدر :
Daniel Fairbanks, Relics of Eden: The Powerful Evidence of Evolution in Human DNA (Amherst, NY: Prometheus, 2007), 27
والسؤال :
هل مسألة وجود تكرارات تشبه التيلوميرات أو غيرها : هي فريدة وغير موجودة إلا في الكروموسم 2 في الإنسان ؟!!
دعونا نرى ….
3-
إن وجود تتابعات لتكرارات تيلوميرية داخلية Interstitial telomeric sequences – ITSs هو في الحقيقة موجود في كروموسومات أخري في البشر مثل كروموسوم 9 و 22 (وليس الكرومسوم 2 فقط) !! وذلك بنسبة تشابه تتراوح بين 96 الى 99% مع قطع الإندماج فى نفس الكرموسوم 2 الذي بنى عليه التطوريون قصتهم الخيالية كلها حوله !! فلماذا اختيار الكرومسوم 2 بالذات ؟ (اختيار طماطم ؟!)
هذه الدراسة من 2007 تثبت تلك التشابهات الأخرى بعنوان :
Genomic Structure and Evolution of the Ancestral Chromosome Fusion Site in 2q13–2q14.1 and Paralogous Regions on Other Human Chromosomes
الرابط :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC187548/
بل ونفس التكرارات موجودة أيضا في الفئران والجرذان والبقر !!
بل وحتى في كائنات بسيطة جدا مثل الخميرة كما في هذه الدراسة من 2015 بعنوان :
Expansion of Interstitial Telomeric Sequences in Yeast
الرابط :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4662878/
بل وجد أن هذا التكرار نفسه الموجود بمنطقة الاندماج فى الكرموسوم 2 في الإنسان موجود أيضاً في وسط الكروموسومات رقم 9 و 2 و 22 في الغوريلا والأورانجتان رغم أنهما (من المفترض عند التطوريين) أبعد من الإنسان بالنسبة له مع الشيمبانزي !!
هذا عنوان الدراسة وهي من عام 2002م :
Genomic Structure and Evolution of the Ancestral Chromosome Fusion Site in 2q13–2q14.1 and Paralogous Regions on Other Human Chromosomes
الرابط :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC187548/
والمشكلة هنا :
أنه وفقا لمزاعم التطوريين في السيناريو الذي قاموا بتأليفه : فإنه من المفترض أن هذه المناطق في كرومسوم 2 في الإنسان هي حديثة التكوين نتيجة الالتحام الذي من المفترض وقع بعد انفصال الإنسان عن السلف المشترك مع الشيمبانزي !! ولهذا ليس من المفترض أن نراها في أنواع الرئيسيات الأخرى أقدم من انفصال الإنسان والشيمبانزي مثل الغوريلا والأورانجتان !! بل وهناك الأعجب وهو وجود شبيه بتلك المناطق في الغوريلا والانسان وغائبة تماماً في الشمبانزي (نفس المصدر والرابط السابق) !!
وعلى هذا فتفسير التطوريين إما :
الأورانجتان والغوريلا حصلوا على هذه المناطق (بالصدفة البحتة والعشوائية العمياء) في نفس الأماكن التي في الإنسان بعد عملية الانفصال !!
وإما :
أن هذه المناطق موجودة في السلف الأول قبل انفصال الانسان أصلا عن القرود : ثم فقدت من السلف المشترك بين الانسان والشمبانزي !! وهذه أعجب من الأولى إذ تقع أحداث الاندماج والالتحام قبل الاندماج والالتحام في نفس الأماكن !!
وهذه الدراسة أيضا تزيد الطين بلة بتاريخ 2009 م بعنوان :
Interstitial telomeric sequences (ITSs) are not located at the exact evolutionary breakpoints in primates.
الرابط :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19420924?dopt=Abstract
كل هذا :
ولاحظوا أن واحدة من أهم أدوار التيلوميرات أصلا أنها تحمي الكروموسومات من الالتحام من الأطراف !! وهذا ما نال عليه 3 دكاترة جائزة نوبل مشاركة عام 2009 !!
العنوان :
The Nobel Prize in Physiology or Medicine 2009
الرابط من موقع جائزة نوبل نفسه :
https://www.nobelprize.org/nobel_prizes/medicine/laureates/2009/
وسبب الفوز بجائزة نوبل كما هو مكتوب بالنص :
لاكتشافهم كيف يتم حماية الكروموسومات بالتيلوميرات وإنزيم التيلومير
for the discovery of how chromosomes are protected by telomeres and the enzyme telomerase
يعني القصة كلها فاشلة علميا وعلى أرض الواقع (وذلك يفسر لنا لماذا تحدث أغلب الأمراض إذا التصقت أجزاء من كروموسومات بأخرى !!)
——————–
إذن :
متى يتوقف التطوريون عن إلباس الجهل لباس (الدليل) ؟!
ومتى يتوقف غير المختصين عن تصديقهم والثقة العمياء بهم ؟!
ألا تكفيكم فضيحة ريتشارد دوكينز وغيره مع الجينات الخردة :
https://www.facebook.com/The.Muslim.researchers/posts/780851935409996?match=2KfZhNis2YrZhtin2Kog2KfZhNiu2LHYr9ip
#الباحثون_المسلمون