«كوكتيل» دوائيّ للحدِّ من مقاومةِ البكتيريا للمضادّاتِ الحيويَّة، ولكن!
«كوكتيل» دوائيّ للحدِّ من مقاومةِ البكتيريا للمضادّاتِ الحيويَّة، ولكن!
في إطار المساعدة في معالجة مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والمتزايدة مؤخراً، توصل العلماء إلى أكثر من (8000) توليفة جديدة من المضادات الحيوية أثبتت فاعليتها بشكل كبير في معالجة البكتيريا الضارة.
من المثير للدهشة أن خلط مجموعة من الأدوية بعضها مع بعض يؤثر بالسلب – غالباً- علي فاعليتها: فمن الممكن أن يلغي كل منهما تأثير الآخر، أو يضيف مزجُهم فائدةً صغيرةً في مكافحة العدوى.
ومع ذلك، استخدم علماءُ الأحياءِ بجامعةِ كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) نظامَاً منهجيّاً للاختبار بدراستهم، لتحديدِ مدى تأثيرِ الآلافِ من هذه الخلطاتِ الجديدةِ التي تجمع بين أربعةِ أو خمسةِ عقاقيرَ في وقتٍ واحد. لا يمكننا الحكم علي فاعليتها الآن، لكن هذه الطريقةَ يمكن أن تُكسبَنا بعضَ الوقتِ في المعركة.
بدأ الباحثون بثمانية مضادات حيوية ومزجوا في كل تركيبة بين أربعة أو خمسة أدوية؛ لاختبارِ فاعليتها ضد بكتيريا (E. Coli)، فقاموا بتجريب (18,278) توليفة منفصلة، بما في ذلك الجرعات المُتفاوتة من كل دواء.
في قائمة التركيبة ذات أربعة أنواع من المضادات الحيويَّة، كان أداءُ (1,676) منها أفضلَ من المُتَوقَّع، ومجموعةٌ أخري تضم حوالي (6,443) تركيبة ذات خمسة أنواع من المُضادَّات الحيويَّة تجاوزت التوقعاتِ أيضاً في مكافحةِ (E. Coli).
يعتقد العلماء أن أحدَ أسبابِ ذلك أن المضاداتِ المختلفةَ تهاجم البكتيريا بطرقٍ مختلفة؛ فتغطي الأدويةُ الثمانية التي اختاروها (6) آليَّات مختلفة لمهاجمة بكتيريا (E. Coli)، كما أنها تبدو أكثرَ فاعليةً من العقار مفردا.
بعضُ العقاقير تهاجمُ جدرانَ الخلايا، وبعضُها الآخرُ يهاجم الحمضَ النوويّ في الداخل، الأمر الذي يشبه مهاجمةَ قلعةٍ أو حصن، فعلى سبيل المثال: استُعمل البنسلين والستربتوميسين في علاج (enterococcal endocarditis)؛ إذ يعمل البنسلين علي تدميرِ جُدرانِ خلايا البكتيريا، ليقومَ الستربتوميسين بمنعِ تصنيعِ البروتينات داخل خليةِ البكتيريا بسهولة.
مُفارقةٌ مهمّة:
يمكن لاستخدام المضادات الحيوية المتعددة في وقت واحد أن يأتي بنتائج عكسية، مما يجعل البكتيريا أكثر عدوانية؛ لذلك – على الرغم من أن هذا البحث الجديد مشجع- يجب الإشارةُ إلى استخدامه بحذر.
مع استمرار منظمات الصحة في جميع أنحاء العالم في إصدار تحذيرات خطيرة بشأن خطر مقاومة المضادات الحيوية، من الواضح أننا بحاجة إلى كل الدعم الذي يمكن الحصول عليه؛ لأننا إذا لم نتمكن من التوصل إلى إصلاحات جديدة للمضادات الحيوية للميكروبات الشائعة، فإنها قد تؤذي ما يصل إلى (10) ملايين شخص سنويًا بحلول عام (2050) وَفقًا لتقاريرِ منظَّمة الصحةِ العالمية، ويبتكرُ الباحثون «برمجياتٍ» مفتوحةَ المصدر تستندُ إلى عملهم، كما يخططون لإتاحتها لعلماءَ آخرين في العام المقبل، وسيُمكّن البَرْنامَجُ الباحثين الآخرين من تحليلِ التوليفاتِ المختلفةِ للمُضادَّات الحيويَّةِ التي يدرسها علماءُ الأحياءِ بجامعةِ كاليفورنيا، وإدخالِ بياناتِ ونتائج اختباراتهم الخاصَّة على تركيباتِ الأدوية.
ولكن، هل سنرى ذلك في المستقبل القريب؟ أم لا؟