المقارنة بين التفكير العلمي والمنطقي عند التطوريين والخلقيين في خرافة تطور الحوت
منكوشات تطورية : المقارنة بين التفكير العلمي والمنطقي عند التطوريين والخلقيين في خرافة تطور الحوت !!
كما قلنا من قبل أنه في الوقت الذي عجز فيه التطوريون عن حبك سيناريو لخروج الأسماك إلى البر – وسنعرض في منشورات قادمة استحالة ذلك علميا – : فقد واجههم عجزا لا يقل طرافة في وجود ثدييات في الماء مثل الحوت والدولفين 🙂
في لقائه الشهير بالنقد العلمي والمنطقي اللاذع لخرافة التطور : يقول عالم الرياضيات والبيولوجيا الجزيئية ديفيد برلنسكي David Berlinski أننا في حجاة إلى 50 ألف تغير في كائن ثديي بري لكي يعيش في الماء مثل الحوت !! وأن ذلك من جهة العدد فقط بعيدا عن التحدث عن النوع !! والأمر يُشبه – للتقريب فقط – تحويل سيارة على البر إلى غواصة تحت الماء
https://www.youtube.com/watch?v=OMw3OzQfVvI
وأولا : نريدكم أن تعرفوا آخر سيناريوهات تطور الحوت من كائن بري ثديي – لأنه كل فترة يغير التطوريون السيناريو : حبل الكذب قصير 🙂 –
الكائن الذي استقروا عليه حاليا هو : Pakicetus باكيسيتوس
(وهو كائن عاش على البر قبل 50 مليون سنة من الآن)
ثم تطور إلى : Ambulocetus أمبيلوسيتوس
(وهو شبه مائي وعاش قبل 49 مليون سنة من الآن)
ثم : Rodhocetus Protocetid رودوسيتوس
(وهو الذي فضحنا تزويره من قبل وعاش قبل 46 مليون سنة من الآن)
وأخيرا : Basilosaurus باسيلوسوروس
( وهو كائن مائي عاش قبل 37 مليون سنة من الآن )
>> الخلاصة : أن التطور كله أخذ قرابة 13 مليون سنة فقط
تذكروا هذا جيدا 🙂
في حين – المفاجأة – أن عالم الأحياء التطوري ريتشارد ستيرنبرغ Richard Sternberg قام بالاستعانة ببعض آليات التطور المعتمدة لاختبار حسابات تثبيت طفرات من التي يحتاجها التطور – أي زيادة محتوى جديد وليس نقل أفقي أو فقد – حيث استند إلى معادلات الوراثة السكانية Population Genetics المطبقة في ورقة للعالمين Durrett R و Schmidt D في مجلة علم الوراثة : فخرج علينا بأنه لحدوث تثبيت لاثنين من الطفرات فهو في إطار زمني يقدر بحوالي 43 مليون سنة !!!!
المصدر :
Durrett R، Schmidt D.”Waiting for two mutations: with applications to regulatory sequence evolution and the limits of Darwinian evolution.”، Genetics. 2008 Nov؛180(3):1501-9
والآن … ولكي نعرف مَن يُفكر بعلم ومنطق من السطحي التفكير الخيالي والساذج : تعالوا نستعرض معا عددا من أشهر التغيرات النوعية المطلوبة للتطور الخرافي المزعوم للحوت !!
=====================
1- التحول من شرب المياه العذبة للكائن البري وعليها كل تغييرات جسمه للتعامل معها والاستفادة منها : إلى شرب المياه المالحة !! وهذا يعني أن تغييرا متطرفا جدا في علم وظائف الأعضاء يجب أن يحدث في فترة لا تزيد عن 3 مليون سنة فقط !!!
2- زيادة حجم الرئة بصورة ضخمة (وزن رئة الحوت الأزرق طن !) : ومع زيادة الحجم مُطالبين بزيادة الكفائة في التنفس بصورة معينة تضمن للحوت البقاء مدد طويلة تحت الماء !!..
3- ظهور ذيل قوي جدا وضخم تناسبا مع حجم الحوت بزعنفتين أفقيتين قادرتان على التجديف الهائل لدفع وزن الحوت أثناء حركته في الماء (تصل سرعته لـ 50 كم في الساعة) !!!..
4- وفي حين تمثل العين – وخصوصا أعين الثدييات – : كابوسا للتطوريين وعلى رأسهم داروين كما صرح بذلك في فصل صعوبات النظرية من كتابه : نجد أننا مطالبين في الحوت بتحور العين للرؤية تحت الماء !!.. وبوضوح !!.. وبقوة جسم العين وطبقاتها لتحمل الضغط الشديد في الأعماق التي تصل إليها الحيتان !!..
5- الأذن تتحور بشكل دراماتيكي لتنتهي إلى أذن تتحمل الضغط العالي تحت الماء !!..
6- الاستغناء عن الشعر والفرو واستبداله بجلد ناعم مطاطي إلى حد كبير مناسب للغوص والحركة في الماء !!..
7- وجود الطبقة الدهنية السميكة التحت جلدية المميزة للحيتان لتنظيم درجة الحرارة والاختزان !!!..
8- ظهور نظام متكامل يمنع الفقدان الحراري للسان الحوت والزعانف !!..
9- تحور الأنف للفتحة المميزة المعروفة أعلى رأس الحوت والتي يبخ منها الهواء الناتج عن التنفس : والذي يخرج عادة في صورة رذاذ بخار ماء قوي (قد يصل ارتفاعه إلى 7 إلى 9 أمتار) !!..
10- وجود عضلات قوية للتحكم في فتحة الأنف وغلقها تحت الماء في وجود الضغط العالي !
11- وجوب تحور حلمات ثدي الإناث وفم الحوت استعدادا لعملية الإرضاع التي تتم تحت الماء !! (يستهلك رضيع الحوت الأزرق حوالي 500 لتر من لبن أمه يوميا) !!.. مع تراكم حامض اللبنيك
12- وجود شرائح تنقية العوالق المائية أعلى فم الحوت الضخم البليني الذي لا يملك أسنان !!!..
(تنقسم الحيتان إلى ذات أسنان Odontoceti والبلّينية Mysticeti) ..
13- الثدييات من ذوات الدم الحار حيث لها درجة حرارة ثابتة للجسم أعلى من الأسماك والزواحف والبرمائيات. وهذا مفهوم على البر – وأما للحفاظ على درجة حرارة الجسم لكائن ثديي يعيش في محيط من الماء البارد مثل الحوت فهو يمثل مشكلة حقيقية. وهنا نجد الإعجاز في الحيتان حيث تمتلك هياكل بيولوجية رائعة ومعقدة تسمى المبادلات الحرارية المعاكسة (countercurrent heat exchange) للحفاظ على حرارة الجسم الثابتة !!
المصدر :
P. F. Scholander et al، “Countercurrent Heat Exchange and Vascular Bundles in Sloths”، Journal of Applied Physiology May 1، 1957 vol. 10 no. 3 405 – 411
14- نظام إصدار أصوات السونار الفائق الدقة لدى الحيتان والدلافين (أو الحيتانيات عامةً) : والذي لديه القدرة على تمييز مكان وحجم سمكة صغيرة بحجم كرة الجولف على بعد 70م !!!..
وهو نظام غائي معقد جدا لا يمكن تطوره تدريجيا بل يجب أن يظهر فجأة لتكامل كل جزء فيه مع غيره في وقت واحد وإلا فلا معنى !!
وقد جذبت هذه الآلية العبقرية خبيرا في نظرية الفوضى يدعى “Rory Howlett” لدراستها في الدلافين، وتوصل إلى استنتاج مفاده تلك الأنماط لابد لها من تصميم رياضي بالغ الدقة لكي تعمل !!
المصدر :
Rory Howlett، “Flipper’s secret.”، Newscientist.com 28 June 1997
هذه الميزة المذهلة لنظام السونار متمثل في نتوء دهني على جبين الحيتان والدلافين يسمى “البطيخة”melon، وهو عبارة عن عدسة متطورة مصممة لتركيز الموجات الصوتية المنبعثة في شعاع يمكن للحوت أن يوجهه حيث يشاء. هذه العدسة الصوتية عبارة عن تجمعات دهنية مختلفة يجب أن تكون مرتبة في الشكل الصحيح والتسلسل الصحيح من أجل تركيز أصداء الصوت العائدة، كل نوع من هذه الدهون هو فريد من نوعه ومختلف عن الدهون الطبيعية الأخرى، وهي تتكون من خلال عملية كيميائية معقدة تتطلب عددا من الإنزيمات المختلفة التي يستحيل تجمعها في المكان الصحيح والدقيق وترتيبها بهذه الصورة صدفة !!
ولذلك يمكننا أن نعتبر مثل هذه الفسيولوجية من التعقيدات الشهيرة التي تتحدى آليات التطور لأنها غير قابلة للتطور أو الاختزال.
المصدر :
Usha Varanasi. et al، “Molecular basis for formation of lipid sound lens in echolocating cetaceans”، Nature 255، 340 – 343 (22 May 1975)
======================
وفي النهاية : نترك الحكم لكل عاقل يحترم ذاته وعقله :
هل الذي يتحدث بالعلم والمنطق فعلا :
>> هم التطوريون الذين لا يملكون إلا قصص وافتراضات من ملايين السنين لم يرها أحد ويستحيل أن يرها أحد وعجزوا عن محاكاة الصدفة فيها وهم معهم أحدث المعامل ؟!!!!
>> أم الخلقيون الذين يردون الغائية والإحكام والصنع المتقن إلى خالق حكيم عليم قدير مُريد يعلم ما يفعل ويشاءه ؟!