يرتبطُ ذكرُ الحضَارةِ المصريةِ القديمةِ بالأهراماتِ والمعابدِ الضَّخمَةِ والمقابرِ المليئَةِ بالكنوزِ والفراعنةِ الأقوياءِ الذِين كان يَنظرُ لهمُ الشعبُ على أنّهم آلهةً، هذا ما يعرفهُ الكثير منّا عنْ تلكَ الحضارةِ، لكنَ الكثِير من الحقائقَ الأخرَى والّتِي بَاتَ العلماءُ يعرفُونهَا اليوْمَ عن تِلك الحضارةِ يجهلُها أَغلبُنا، وسَنحاولُ في هذَا المقالِ تسليطَ الضوءِ عليهَا ونرجُو أن نكونَ موفَقِين فِي ذَلك و نُضيفَ إلَى رصِيدكٌم المعرفيِّ معلوماتٍ جديدة بعضها يبدو منطقياً والآخر غريبٌ جداً!
كان الطبيب قديماً يشتغل عادةً في كل المجالات المتعلقة بالطب، لكن الدلائل تشير إلي أن الأطباء المصريين أحياناً كانوا يركزون على معالجة جزء واحدٍ من أجزاء الجسم، وهذا النموذج من التخصص الطبي قد تمت الإشارة إليه لأول مرة من قبل المؤرخ هيرودوتس في عام 450 قبل الميلاد حيث كتب “كل طبيب متخصص في معالجة مرض واحد ليس أكثر، فمنهم من يقوم بمعالجة العين، أو الأسنان، أو البطن وما يتعلق بها “.
لإبقاءِ الحشراتِ الطّائرةِ بعيداً، بعض الفراعنةِ كان يقومُ بإبقاء بعضِ العبيدِ العراةِ المطليين بالعسلِ بجانبهِ لجذْب تلكَ الحشرات إليهمْ وإبعادهَا عنهُ، قد تبدو الفكرة طريفة أو ذكية للوهلة الأولى لكنها بالتأكيد ليست إنسانية.
علَى عكسِ الرسوماتِ الموجودةِ في المتَاحفِ والمقابرِ الفرعونيةِ التِي تصورّهم بأجسادٍ قويةٍ ونحيفةٍ ، فإنّ العديدَ من الدراساتِ التِي أجريتْ علَي المومياءِ اكتشفت أن الكثِير منهَا عانَي من البدانةِ والأمراضِ المتعلقةِ بها وأحيانا الصلع ، مثلَ مُومياءِ الملكةِ حاتشبسوت (Hatshepsut) التِي اكتشفَ العلماءُ أنّها كانتْ تعانِي من الوزنِ الزائدِ ومرضِ السكرِ والصّلع بالإضافةِ إلي امتلاكِها أسنان سيئة ، ومثل الأميرة (Ahmose Meryet Amon) التِي عانتْ من انسدادِ الشرايينِ بسبب الدهونِ الزائدةِ حيث تعتبر أقدَم شخصٍ عانَي من ذلك المرضِ .
كان للشعر معاملة وعناية خاصة في الحضارة المصرية القديمة، إذ لم يدعِ الفراعنةُ أحداً أبدًا يرى شعرَهم ، فقد كانُوا يرتدُون التّيجان أو أغطيةَ رأسٍ تدعَى نيميس ((nemes ، وقد كانَ الأغنياءُ يقومونَ بارتداءِ الشعرِ المستعارِ، أمّا الطبقاتُ الأخرَى فقدْ كانُوا يتركُونَ شعرَهم طويلاً, وفيمَا يخصّ الأطفالَ فقد كانًوا يقومونَ بحلقِ شعرهم كاملاً إلاّ ضفيرةً صغيرةً حتَى سنَ 12، وذًلكَ للحمايةِ من القملِ والبراغيثِ.
وأسبابُ ذلكَ هو الرغبةُ فِي الحفاظِ علُي الحكمِ بداخلِ العائلةِ الواحدةِ، وأيضاً للوصولِ للحكمِ فأحيانا تكونُ إحدَى الأميراتُ الوريثةُ الشرعيةَ للحكمِ فيقومُ بالزواجِ منهَا شقيقُها للوصُول للحكمِ، ومن الأسبابِ الأخرى أيضاً هو أن حصولَ الأميرِ أو الأميرةِ علَي زوجٍ من نفْس المستوَي الاجتماعيّ يعتبرُ أمراً صعباً وخصوصاً أن بعضَهم كانُوا ينظرونَ لأنفسِهم علَى أنّهم أبناء آلهةٍ أو حتى آلهةً، وبالتالِي لا يجبُ زواجُهم ممّن همْ أقلّ منهمْ منزلةً.
وهي الألعاب التي تُلعب على لوحٍ خشبي، فقد اعتاد المصريون القدماء على الاسترخاء عن طريق لعبِ ألعابِ الطاولة العديدة، لكن ربما اللعبة الأكثر شعبية كانت لعبةُ حظٍ عُرفت باسم “سينيت”، وهذه الهواية تعود إلي 3500 قبل الميلاد، وقد لعبت على لوح طويلة مطلية تحتوي علي 30 مربعاً، حيث يمتلك كل لاعب مجموعة من القطع يقوم بتحريكها علي طول اللوح الخشبي وفقاً لحجرٍ يتم رميه، وقد وجِدَت رسومات تصور الملكة نفرتاري وهي تلعب “سينيت”، وألعاب طاولة مدفونةٍ مع بعض الفراعنة في مقابرهم مثل توت عنخ آمون.
استخدمَ المصريونَ القدماء وسائلَ متعددة لتحديدِ النسلِ والتّحكمِ في عمليّةِ الحملِ، لكن لم تتضَمّن تلك الوسَائل حبوبَ منع الحملِ ^^ِ ، فقد كانتْ تلك الوسائل بدائية جداً ومثيرة للاشمئزاز.
كَانتِ النيكروفيليا (وهي ممارسةُ الجنس مع الموتى) مُنتشِرة فِي مصرِ القديمةِ، حتّى أنّه كانَ يتمُ تركُ أجسادِ النِّساءِ الجميلاتِ لعدةِ أيامٍ لكيْ تتحللَ كَي لا يقومَ المحنِّطون باغتصابهَا.
فقد ذَكر هيرودوتس المؤرخُ الإغريقيُ، في كتاباتهِ التاريخيةِ بأنّ قدماءَ المصريينَ كانُوا لا يسلمونَ جثَةَ المرأةِ الجميلةِ إلى المحنّطين فورَ موتِها، بل كانُوا يحتفِظُون بالجثّة لعدةِ أيامٍ، ورُبّما عرّضُوها للشّمسِ حتّى تظْهرَ عليهَا علامَات التّحلّلِ، لِكي تُصبحَ أقلّ جاذِبيةٍ في نظرِ الكهنةِ والرجَال الِذين سيتولونَ مهمةَ تحنيطهَا لئلاَ يُقدمَ بعضُهم علَى انتهاكِ حرمتِها جنسيًا.
.