محمد البرلسي، أحد أفضل الشخصيات المؤثرة في العلوم في أوروبا لعام 2020
محمد البرلسي، أحد أفضل الشخصيات المؤثرة في العلوم في أوروبا لعام 2020
بدايةً حصل الباحث محمد البرلسي على جائزة بيرنستيل الدولية لبحثه المنشور في مجلة Nature حول كيفية تكيُّف الكائنات مع الطفرات المورّثية.
من بين أكثر من 100 مُرشّح من جميع أنحاء العالم تم اختيار الباحث المصري محمد البرلسي ذي الثمانية والعشرين عامًا ليكون واحدًا من الباحثين الشباب الثلاث الفائزين بجائزة بيرنستيل الدولية – وهي جائزة تُمنَح لأول مرة، وستُمنَح سنويًا لطلاب الدكتوراه ذوي الإنجازات البارزة في العلوم الحيوية – وذلك لبحثه المنشور بمجلة Nature حول كيفية تكيف الكائنات مع الطفرات المورّثية والذي جاء كجزء من أطروحته للدكتوراه.
على ماذا ينص هذا البحث ليستحقَّ كل هذه الأهمية؟
يعلم جميعنا أن الطفرات عبارة عن أخطاء وراثية في هذا النظام الجيني الدقيق. فوجود الخطأ غير مقبول، وسيعطل بعض الأمور. لكن مسببات الطفرات كثيرة! فهل من حل؟
اكتشف الباحث أن نظامَ المورثات مصممٌ بحيث يصلح نتائج بعض هذه الأخطاء!
حيث وجد البحث أن فقدان البروتين الناتج عن الطفرة لوظيفته سيجعل المورّثات الأخرى المرتبطة به محفّزةً بشكل أكبر وبالتالي ستنتج بروتينًا وظيفته مشابهة لوظيفة البروتين الأصلي، وفي النهاية لن تؤدي تلك الطفرة إلى تأثيرات غير مرغوب بها أثناء النمو الجنيني.
كما استطاع البحث الكشف عن وجود الحاجة لتحطّم الحمض النووي الريبي المرسال mRNA الحاوي على الطفرات لكي تحدث العملية السابقة. وفي المجمل فإن النتائج السابقة ستؤثر على فهمنا للطفرات المسببة للأمراض وبالتالي العمل على علاجها.
كأن هنالك مشرفًا عاقلًا يراقب الخلايا ويدرس الخطأ ويضع آلية لتداركه ويختار أي المورثات يجب تحفيزها لتلافي تأثيرات ذلك الخطأ. فيبدو أن الحمضَ النووي مصممٌ بطريقة معقدة منظمة أكثر بكثير مما كُنا نعتقد أو نتخيل.
——————-
أما الباحث محمد البرلسي ذو الثمانية والعشرين ربيعًا فقد تخرج من الجامعة الألمانية بالقاهرة، وأكمل درجة الماجستير في “مدرسة ماكس بلانك الدولية للأبحاث” في غوتنغن، ثم انتقل لدراسة الدكتوراه في معهد ماكس بلانك في باد نوهايم، وله العديد من الأبحاث الهامة المنشورة في المجلات العلمية من بينها مجلة Nature الشهيرة ومجلة PLoS genetics، وتقديرًا لإنجازاته فقد اختارته مجلة فوربس Forbes كواحد من أفضل 30 شخصية مؤثرة في مجال العلوم بأوروبا لعام 2020.
وفي الختام نقدّم خالص تهانينا للباحث محمد البرلسي الشاب الذي حقق هذه الإنجازات العلمية في هذا السن الصغير، وبإمكانكم أنتم أيضًا أن تجتهدوا في مجالاتكم وتبدعوا فيها فاستعينوا بالله وشمّروا عن ساعد الجد.
دمتم أعزاء بالإسلام وذخرًا للمسلمين.