الهدف الأساسي من هذه السلسلة هو أن نعرف كيف يفكر دماغنا، وكيف يتخذ القرارات، وكيف تنشأ الأمراض العصبية، و إدراك مدى العظمة التي وضعها الله سبحانه وتعالى في أكبر المعجزات التي أعجزت العُلماء حتى الآن .
يعدُّ الدماغ أهم أجزاء الجهاز العصبي عند الإنسان، والجهاز العصبي هو المسؤول عن استقبال كل المعلومات من الواقع (مثل الرؤية والسمع والإحساس) وتحليلها، وتنفيذ كل الأوامر (مثل الحركة والتفكير والانتباه وغيرها الكثير مما لا يُعد، إن شاء الله سنتقدم بذكره فيما بعد).
و قبل أن نبدأ يجب أن نذكر معلومة وهي أنَّ الدماغ البشري يتكوَّن من مئة مليار خلية عصبية وهو تقريبًا نفس عدد النجوم في مجرتنا “درب التبانة”، كل هذا في 1350 جرامًا فقط عند الرجل البالغ، بينما يقل عن ذلك عند المرأة بحوالي 15%؛ ويشكِّل الدماغ البشري حوالي 1% من خلايا الجسم، وهو كتلة هلاميَّة -ومثل أي عضو-تخترقه الشُّعيرات الدَّموية لتمده بالمغذيات والأوكسجين، و لعلك ستقرأ اليوم أكثر معلومة غرابة وهي أنَّ الدماغ عديم الإحساس بالألم!! في الحقيقة فإنَّ الدماغ يستقبل الألم لكن لا يبدي هو نفسه إحساساً نحو الألم (أي إذا جُرح الدماغ لا يشعر المريض بالألم)، وربما هذا من فضل الله، فهو مجمع الخلايا العصبيَّة وربما إن شعر الشخص بالألم لكان انهار من شدته، في حال حصول مشكلة فيه.
ويذكرنا عدد الخلايا العصبية بقول الإمام علي ابن أبي طالب حين قال:
وتَحْسبُ أنك جِرمٌ صغير … وفيك انطوى العالم الأكبر
هذه كانت مقدمة لبداية السلسلة… سنبدأ بالحلقة التالية بإذن الله بتعريفكم بجهازنا العصبي من حيث الأقسام وبعض الأمور الأساسية بشكل مبسط لنتمكن من تبسيط عمله لاحقاً… ترقبوا
المصدر: عمرو شريف؛ ثم صار المخ عقلاً، مطبعة الشروق، القاهرة.
