التحليل الجُزَيئي لليرقات: طريقةٌ جديدة في عالمِ التحقيقات القضائية
هل خطرَ ببالك يومًا أن اليرقات تعمل دليلًا للمحققين في تحديد وقت الوفاة؟!
يستطيعُ بعض أنواع الذباب كشفَ وجودِ أنسجةٍ ميتة على بعد ميلين منه، حيث تضعُ أنثى الذباب بيوضها على الجثث في غضون بضعِ دقائقَ أو ساعاتٍ من الموت. تُفقَس البيوضُ فتخرج اليرقات التي تتغذى على أنسجةِ الميت المتحللة. يقوم المحققون بعدئذٍ بجمع تلك اليرقات، ويحدُّد المختصون بعلم الحشرات نوع ومرحلة حياة كل منها، وبناءً على ذلك تتم معرفةُ وقت الوفاة.
تواجه هذه الطريقة تحدياتٍ عديدةً، فتعرض جسد الميت لغزوِ بيوضِ ويرقاتِ عدةِ أنواع من الحشرات يعقد المَهمة، كما قد يصعُب أحيانا تحديدُ النوع الذي تنتمي إليه اليرقةُ، فنُضطر إلى انتظارِ مرحلةِ بلوغِها إذ يصبحُ النوع أكثرَ وضوحا، ولكنْ ممّا لا شكّ فيه أن ذلك يستهلكُ وقتاً قد لا يملكه المحققون، وهناك عائقٌ آخرُ يكمُن في أن اليرقة قد تكون غير حية أثناء الفحص.
حاولَ الباحثون إيجادَ طريقةٍ بديلةٍ أسرع وأكثر موضوعية، وذلك عن طريق تحليلِ الحمض النووي DNA بهدفِ تمييزِ أنواعِ اليرقاتِ المختلفة، ولكن جينومَ العديد من أنواع الذباب هذه مجهول، وهذا ما دفع الباحث ربيع موسى وزملاءه إلى البحث عن طرائقَ أفضل.
فبالاستناد إلى عملهم السابق في تحديدِهمُ النوعَ ليرقةٍ واحدة، تطلع هؤلاء الباحثون إلى إمكانية إيجاد طريقة أكثر فاعلية تهدف إلى تحليل أنواعٍ عدة من اليرقات؛ إذ استخدموا طريقة تدعى (التحليل المباشر في الزمن الحقيقي- قياس الطيف الكتلي عالي التمييز) ( direct analysis in real time-high resolution mass spectrometry) للحصولِ على المعلومات الجزيئية الخاصة بمجموعات متعددة من أنواع اليرقات، و قد تحقق لهم ذلك فأصبح وللمرة الأولى تمييزُ ستة أنواع مختلفة من اليرقات مُمكنًا.
المصدر :
https://www.sciencedaily.com/releases/2020/03/200318143643.htm