(داء الإشعاع) كيف يحدث
(داء الإشعاع) كيف يحدث?؟
تُعتبَر #الأشعة من أكثر الأشياء خطورةً حولنا، إذ لا يمكننا رؤيتها أو تذوقها أو شمها، ولا يمكننا كشفها، إلا عن طريق بعض الأجهزة التي يحرص البعض على وضعها في أنحاء منازلهم.
نسمع دائمًا عن الآثار المؤذية التي يسببها التعرُّض للأشعة، كالسرطان، والعقم، والحروق العميقة، وداء الإشعاع، الذي يُعتبَر من أكثر الآثار المُسبَبة عن الأشعة شيوعًا.
—————————————————————–
(داء الإشعاع) مصطلح شامل للأضرار الناجمة عن التعرُّض لجرعة كبيرة وحادة من الإشعاع.
ويُطلَق على هذا الداء تقنيًّا اسم (متلازمة الإشعاع الحادة)، وقد يُشار إليه أيضًا بـ (التسمم الإشعاعي)، حالما يتسبب عن التعرض الحاد قصير الأمد. أما التعرض طويل الأمد للأشعة فيؤدي إلى الإصابة بالسرطان نتيجة تلف الـ DNA، فالإصابة بالسرطان المتسبب عن الأشعة يختلف عن داء الإشعاع.
ألفا وبيتا وغاما:
عندما تصطدم أشعة ذات طاقة عالية جدًا بذَرَّة ما، يؤدي ذلك إلى نزع إلكترون، وتُدعى هذه الذرة المشحونة إيجابيًّا بالأيون، وهذا يفسر سبب تسمية الأشعة عالية الطاقة بالأشعة المؤيِّنة.
ويُنتِج نزع الإلكترون 33 إلكترون فولط (eV) من الطاقة، وهذا يؤدي إلى رفع حرارة الأنسجة المحيطة، وتعطيل بعض السلاسل الكيميائية. ويمكن للأشعة ذات الطاقة العالية جدًا أن تحطّم نوى الذرات، مسببةً انتشار طاقة أكبر وضرر أكبر. وداء الإشعاع هو التأثير التراكمي لجميع هذه الأضرار على جسم الإنسان، والتي منشؤها الأشعة.
—————————————————————–
للأشعة المؤينة ثلاثة أنواع: جسيمات ألفا، وجسيمات بيتا، وأشعة غاما.
تُعتبَر جسيمات ألفا الأقل ضررًا من حيث التعرض الخارجي، إذ يحوي كل جسيم زوجًا من النترونات، وزوجًا من البروتونات. ولا تخترق جسيمات ألفا الجلد، ولا يمكنها اختراق الملابس. ولكن يمكن -لسوء الحظ- أن تُستَنشَق جسيمات ألفا حالما تكون على شكل (غاز الرادون)، ويمكن لهذا الغاز أن يكون خطيرًا جدًا في حال استنشاقه، فهو لا يسبب داء الإشعاع، بل يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة.
الأشعة المؤينة والضرر المسبب بها:
حينما نتكلم عن كمية الأشعة التي تلزم لظهور أعراض داء الإشعاع فلن نتكلم عن الكمية المُقدَّرة، وإنما سنتكلم عن الجرعة الكاملة.
ونأخذ عددًا من العوامل المعتبرة في حساب الجرعة، بما في ذلك شدة الإشعاع، والكمية الممتصة من قبل الجسم البشري، ومدة تعرض الجسم للمصدر، ونوع الأشعة المُستخدَمة.
وتُدعَى الوحدة المُستخدَمة لتمثيل هذه العوامل سيفرت (Sv)، وهي تقيس امتصاص الطاقة المشعة مضروبًا بعامل النوع، الذي يتغير تبعًا للأشعة المقاسة، (أي: إذا كانت جسيمات ألفا، أو جسيمات بيتا، أو أشعة غاما).
————————————————————————–
وقد تكون جرعة هجومية بمقدار 0.75 سيفرت كافية لتحفيز داء الإشعاع، متضمناً الغثيان وضعف الجهاز المناعي. وقد تسبب 3 وحدات سيفرت آثارًا أشد، إلا أنها لن تسبب موتك إذا كنت تتلقى الرعاية الطبية. وقد تكون الجرعة المباشرة المقاربة لـ 10 وحدات سيفرت أو أكثر قاتلة، وإن تلقيت الرعاية الطبية، وتكون أمام خطر الموت خلال 30 يوم بنسبة تقارب 50% في حال تعرضك للجرعة في مكان ما.
نذكر أننا نتكلم فيما سبق على جرعة مباشرة وحادة، أما في حال التعرض للجرعة نفسها خلال مدة أطول فإن آثارها على الشخص ستكون أخف.
————————————————————————–
داء الإشعاع القاتل:
مصادر معلوماتنا عن داء الإشعاع الشديد محصورة في عدد قليل نسبيًّا من الحوادث التي تحوي موادًا مشعة. كما في حوادث القنابل الذرية التي اُلقيَت على هيروشيما وناغازاكي.
حينما تكون شدة الأشعة 5 وحدات سيفرت أو أكثر تتسبب بضرر بالغ على الجلد، حتى إنه لا يمكن شفاؤه تمامًا، ومن آثارها: تساقط الشعر، وتشكل الندبات تحت الجلد، التي تتورم فيما بعد إلى جُدَرات.
ولسوء الحظ يعرف العلماء مدى خطر هذه الأشعة، فعلى سبيل المثال: تعرَّض الفيزيائي هاري ك.داغليان الابن لأشعة بشدة 5.1 وحدات سيفرت، عام 1945م، أثناء عمله على نواة البلوتونيوم، وعانى من حروق شديدة في يديه، وتوفي بعد 25 يومًا. وتعرض فيزيائي آخر اسمه لويس سلوتين لحادثة مشابهة، مستخدمًا النواة نفسها بعد سنة من الحادثة السابقة، إلا أن سلوتين تعرض لجرعة هائلة من الأشعة قدرها 21 وحدة سيفرت، تقيأ مباشرة، وعانى تسعة أيام من أعراض مروِّعة، ثم توفي بعدها!!
————————————————————-
وكانت الحادثة التي أدّت لوفاة سلوتين شديدة جدًا، إذ كان هواء المختبر مُؤيَّنًا كاملًا، ومسببًا وهجًا أزرق واضحًا، وموجة من الحرارة. وكانت الأعراض التي أصابت سلوتين شبيهة بالأعراض التي أصابت ضحايا القنبلة الذرية لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.
ماري كوري أيضًا المرأة الوحيدة الحاصلة على جائزتي نوبل (في الفيزياء والكيمياء) ماتت بسبب التعرض الطويل للإشعاع، وهي من مؤسسي علم الأشعة.
————————————————————-
————————————————————————————————–
المصدر :
المصدر
#الباحثون_المسلمون_مستمرون