ما الذاكرة؟
يحلم الكثير بامتلاك ذاكرة خارقة، وخصوصًا الطلاب. وكلنا عمومًا نستخدم ذاكرتنا في حياتنا اليومية. لكن ما الذاكرة؟ وما أهميتها؟ وهل لها من أنواع؟ تابعوا معنا
الذاكرة عبارة عن عملية تخزين المعلومات المكتسبة في الدماغ لاسترجاعها في وقت لاحق، وهي عملية معقدة جدًا حيث أن المنوط بها هو الدماغ الذي يشار إليه بأعقد نظام موجود في الكون.
يقوم #الدماغ بتجاهل معظم المعلومات غير المهمة المخزنة فيه، ويُبقي منها فقط 1% تقريبًا.
ما أهمية الذاكرة؟
الذاكرة عملية رئيسية وحيوية للإنسان والحيوان وغيره من الكائنات الحية، فبدونها لن نبقَ على قيد الحياة طويلًا، تخيل مثلًا أنك رأيت ثعبانًا ولم تتذكر أنه ذلك الكائن السام! ماذا تتوقع أن يحدث مع شكله العجيب وملمسه الناعم؟ قد تود استخدامه كوسادة! أو لعبة يلهو بها أولادك
وبدون الذاكرة لن يكون هناك علم يُتعلم، أو حضارة تورث، أو حياة، فكل شيء في حياتنا يعتمد على الذاكرة.
هل للذاكرة من أنواع؟
تنقسم #الذاكرة إلى أنواع متعددةٍ اعتمادًا على نوعية المعلومات المخزنة، ومدة تخزينها في الدماغ، وسرعة استرجاعها، إلى:
أولًا: الذاكرة الحسية (ذاتية الأمد): وتتلقى جميع المعلومات الحسية والسمعية والبصرية، ويتم الاحتفاظ بها لثوانٍ معدودة ثم تبدأ بالتلاشي.
ثانيًا: الذاكرة الرئيسية (قصيرة الأمد): ونستطيع الاحتفاظ بالمعلومات المخزنة فيها لمدة تتراوح بين عدة دقائق إلى عدة ساعات، ونتلقى المعلومات عن طريق الكلام المسموع أو المكتوب، ويكون استرجاع هذه المعلومات سريعًا نسبيًا، وتختلف سعتها ومدة الاحتفاظ بالمعلومات فيها باختلاف السن عند الشخص الواحد، حيث تزداد منذ الطفولة حتى البلوغ؛ وتختلف أيضًا من شخص إلى آخر ويؤدي التمرن عليها والاهتمام بها والتفكير في هذه المعلومات إلى انتقالها إلى الذاكرة طويلة الأمد، وبذلك تُعدّ المصدر الذى يغذي الذاكرة طويلة الأمد.
ثالثًا: الذاكرة الثانوية (طويلة الأمد): وتقوم بتخزين المعلومات لفترات طويلة تصل إلى سنوات، وتتلقى المعلومات عن طريق إعادة التجربة، أو التعلم المتكرر، أو التعلم بمبدأ المكافأة والعقاب، وتستوعب هذه الذاكرة كمًا هائلًا من المعلومات، لكن استرجاعها يكون بطيئًا نوعًا ما، ويتم ترتيب المعلومات وفق أهميتها، فالمعلومات التي يكثر استرجاعها والمعلومات الجديدة تستبدل تلك القديمة التي يندر استرجاعها.
رابعًا: الذاكرة الأبدية: وهي الذاكرة التي لا يمكن نسيانها أبدًا، مثل: تذكر الشخص لاسمه الخاص، أو قدرته على القراءة والكتابة، وتتلقى هذه الذاكرة المعلومات عن طريق تكرار استرجاع المعلومات المخزنة في الذاكرة الثانوية طويلة الأمد على مدى سنوات من التكرار والاسترجاع، ويكون استرجاع المعلومات في هذا النوع من الذاكرة لحظيًا، مثل: تذكرنا لأسمائنا لحظة سؤال أحدهم لنا.
حسنًا، لابد أن جميعنا مهتم بالذاكرة طويلة الأمد لكن هل تعلم أن لها أنواعًا تختلف من شخص لآخر، ما هي؟
تتنوع الذاكرة طويلة الأمد حسب نوع المعلومات المخزنة بها إلى:
أ- الذاكرة الصريحة (declarative memory): وهي نوعان:
1- الذاكرة العرضية (episodic memory): وتختص بالأحداث في حياة الشخص، مثل: تذكرك لأول مرة قابلت فيها زوجتك، وماذا أكلت في مطعم ما مع صديقك.
2- الذاكرة الدلالية (semantic memory): وتختص بالحقائق، والأفكار، والمعاني، مثل: عواصم الدول، وقوانين المرور.
ب- الذاكرة الضمنية: وأهم أنواعها الذاكرة الإجرائية (procedural memory): وهي المختصة بالمهارات الحركية كما يتمتع بها لاعبو الكرة والحِرفيين، ومعرفة كيف تقوم بمثل هذه الأمور، وهي أمور نقوم بها تحت مستوى الوعي، أي أن الحرفي قد يمارس مهنته وهو يكلم شخصًا ما، أو وهو منتبه لشيء آخر.
وسنعرف فيما بعد -إن شاء الله- أن هذه التقسيمات للذاكرة ليست تقسيمات نظرية خالصة، وإنما تختلف عن بعضها في آلية حفظها، والجزء من الدماغ المختص بحفظها.
المصادر:1 2 3
رابط المنشور على صفحتنا
.