فتق الحجاب الحاجز الولادي هل هو خطير على ابني؟!
فتق الحجاب الحاجز الولادي
هل هو خطير على ابني؟!
هل تعرف ما هو؟ أو هل تعرف ما معنى فتق؟ تعالوا نتكلم عن هذا المرض وطرق تشخيصه وعلاجه.
بداية نعرّف لكم اسم المرض:
الفتق هو الشق أو التصدع، أما الحجاب الحاجز فهو العضلة الرئيسية في عملية التنفس، وثاني أهم عضلةٍ في الجسم بعد القلب، ويقوم بالفصل بين الصدر والبطن.
يحوي الجسم طرقًا عديدة للمعاوضة التنفسية في حال خلل وظيفة الحجاب الحاجز، إلا أنَّ ذلك لن يمنع تدهور التنفس في حالة إصابة الحجاب الحاجز بتشوهٍ ولادي أو إصابةٍ رضِّيةٍ.
فتق الحجاب الحاجز الولادي:
للأسف يحدث هذا الفتق في الحجاب الحاجز نتيجة عدم اكتمال نمو الأجزاء المكوِّنة للحجاب الحاجز والتحامها طبيعيًا في الحياة الجنينية.
نظريًا، إن أي إعاقةٍ للتَّشكل الطبيعي للرِّئة ستعيق أيضًا التشكل الطبيعي للأوعية الرِّئوية (والعكس يبدو صحيحًا أيضًا).
يسمح هذا الفتق للأحشاء في تجويف البطن بالدخول إلى التجويف الصدريِّ والضغط على الرِّئة المجاورة للفتق فيمنع نموَّها طبيعيًّا مما يؤدي إلى نقص عدد الأسناخ والقصبات – المكونة للرئة – وتشوُّهِها، ويقلل من تبادل الغازات في الرئة.
بالإضافة إلى ذلك تعاني الرِّئة من نقصٍ في مادة الـ(surfactant) وهي مادةٌ تقلِّل من التوتر السطحي في الأسناخ وتمنعها من الانخماص.
أما الرِّئة المقابلة فتعاني من نقص التصنُّع بسبب ضغط المُنَصِّف (الذي يتألَّف من القلب والأوعية الصادرة عنه والرغامى) عليها.
يحدث الفتق الحجابي بنسبة 2.4-2.3 إلى كل 10,000 ولادةٍ حيةٍ، وتكون 80% من الحالات في الجهة اليسرى، ويغلب حدوثه عند الذكور.
التشوهات المرافقة:
40% من الحالات تترافق مع تشوهاتٍ أكثرها قلبية، وقد تترافق أيضًا مع تشوهاتٍ في الأنبوب العصبي والجهاز العضلي الهيكلي وتشوهاتٍ في السبيل البولي التناسلي.
أهم الأعراض:
? ضائقةٌ تنفسيةٌ حادةٌ يعاني منها الوليد في أول 48 ساعة من الحياة، تتظاهر بالتالي:
أ- تنفسٌ سريعٌ وانسحابٌ في عضلات الصدر.
ب- ازرقاقٌ وشحوبٌ، وإصدار أصواتٍ خشنة.
? يكون البطن منخمصًا إلى الداخل (زورقيًا).
? على الرغم من أنَّ معظم الحالات يتم تشخيصها خلال أول 24 ساعة من الحياة، إلا أنَّ هناك 20% من الحالات لا تظهر فيها الأعراض حتى يتجاوز الطفل الشهرَ الأول من العمر، وهذا قد يعدُّ مؤشرًا جيدًا لأنَّ التشوه في هذه الحالة يكون بسيطًا.
? قد يكون الفتق الحجابي بلا أعراضٍ! ويُكتَشف صدفةً بعد سنواتٍ عديدةٍ، وقد شَهِدْتُ حالةَ امرأةٍ سبعينيةٍ جاءت إلى الإسعاف تعاني من صعوبةٍ في التنفس، وبعد عدة فحوصاتٍ تبين لنا وجودَ فتقٍ ولاديٍ في الحجاب الحاجز!
لكنَّ هؤلاء المرضى قد يتطور لديهم انسدادٌ في الأمعاء أو انفتالٌ معويٌ بسبب الفتق.
كيف نشخص هذا المرض؟
? يُعتبر التشخيص في مرحلة ما قبل الولادة ضروريًا، حيث يعطي فرصةً للعناية بالأم وطفلها ولتقديم الاستشارات والنصائح الازمة لها.
تُشخص 50%-70% من الحالات بالأمواج فوق الصوتية في الأسابيع 22-18 من الحمل.
? بعد الولادة: عند تصوير الصدر بالأشعة السينية X-Ray تظهر عُرَى الأمعاء في التجويف الصدري.
يعطي الرَّنين المغناطيسي خلال الحمل تقييمًا لحجم الرِّئة وحالة الكبد وقد ثمَّنت عدة دراساتٍ القيمة التشخيصية والفائدة الإنذارية له.
الخيارات العلاجية للمرض:
إنَّ التطوُّر الذي حدث في علاج الفتق الحجابي كان بسبب تطوُّر أجهزة التنفس الصناعية، وهذا أدَّى إلى تحسُّن فرص النجاة عند الأطفال الذين يعانون من هذا التشوه.
على الرغم من التطوُّر في الجراحة والعناية بالوليد إلا أن الفتق الحجابي لا يزال سببًا رئيسيًا للإعاقة والوفيات عند حديثي الولادة بسبب قلَّة الخبرة في التعامل مع هذه الحالات، حيث أن معظم المعاهد تتعامل مع أقل من 10 حالاتٍ في السنة!
هام
من الخطوات المهمة في متابعة وعلاج الفتق:
1- الحفاظ على استقرار الحالة بوضع الوليد على جهاز التنفس الصناعي.
2- البروستاغلاندين PGE1 يساعد في تقليل الضغط الدمويِّ الرِّئويِّ في بعض الحالات.
3- الجراحة التنظيرية غير محبّذةٍ في علاج فتق الحجاب الحاجز الولادي؛ بسبب زيادة نسبة الانتكاس (عودة الفتق للظهور بعد الجراحة) وذلك حسب الجمعية الكندية لعلاج فتق الحجاب الحاجز الولادي.