اكتشافُ طريقةِ توَاصلٍ جديدةٍ – أَسماكٌ تتواصلُ مع بعضهَا عن طريقِ البولِ
ثَمّةَ بعضُ الإشاراتِ الواضحةِ التّي تستخدِمهَا الحيواناتُ في التّواصُل بينهَا :
كتغْريدِ الطُيورِ، وزئيرِ الأُسودِ. ولكنْ ثمّةَ فئةٌ كاملةٌ أُُخرَى مِن الإشاراتِ الموجودةِ فِي عالمِ الطبيعةِ نادراً ما يلاحظُها البشرُ.
وجدَ باحثونَ نوعاً من أسماكِ «البلطي أو ما يُعرف بسمك المُشطِ » يسْتخدِمُ البولَ ليرسِلَ إشاراتٍ كيميائيةٍ لمنافسيهِ أثناءَ العُروضِ العُدوانيّةِ . حيثُ فَصَلَ الفريقُ بينَ أَسمَاكِ بُلطي كبيرةٍ وأخرَى صغيرةٍ بواسطةِ حاجزٍ شفافٍ بهِ ثقوبٌ ليسمحَ بتدفّقِ المياهِ ذَهاباً وإياباً.
ثُمّ حقنَ العلماءُ الأَسماكَ بصبغةٍ بنفسَجيّةٍ (كمَا فِي الصورةِ)، حوَّلتْ بَولهَا إلى اللّونِ الأزرقِ الفاتحِ. وعندمَا رأتِ الأسماكُ بعضهَا البعضَ رفعُوا زعانِفَهم وهرَعُوا نحوَ الحاجزِ. وغيرُوا من الطّريقةِ الّتِي يتبوّلونَ بهَا.
لكنْ عندمَا فُصِلَ بينَ الأسمَاكِ بحاجزٍ صلبٍ لمْ تستطع أيٌّ منهمَا التّعرفَ علَى بوْلِ خصمتهَا، وفِي محاولةٍ لتوْصيلِ رسالتِهم، تبوّلتِ الأسماكُ أكثرَ فأكثرَ. ولعدمِ وصولِ الإشاراتِ الكيميائيّةالمتواجدةِ فِي البولِ حاولتِ الأسماكُ الصغيرةُ مهاجمةَ خصومهَا الكبيرةِ طوالَ الوقتِ ، ونشَرَ الفَريقُ هذَا البحثَ في مجلّةِ (Behavioral Ecology and Sociobiology) في شهرَ« يناير».
يُؤكّد البَاحثُون أننّا مازلنَا نجهلُ العديدَ منَ إِشَارَاتِ التّوَاصلِ بينَ الحَيوانَاتِ ؛ فبالإضَافةِ للإشاراتِ الكيميائيّة (كمَا في بولِ هذهِ الأسماكِ)، فثمّةَ حيواناتٌ أُخرَي تستخدِمُ الإهتزازاتَ الأَرضيةَ (كالفيلة)، والنبضاتَ الكهربائيةَ (كالثعابين)، ورؤيةَ الأشعةَ فوقَ البنفسجيةَ (كبعض الحيوانات) لغرضِ التواصلِ.
قد تكونُ الإشاراتُ المرئيةُ أكثرَ وضوحاً، لكنْ يؤكّدُ هذَا البحثَ على مدَى أهمّية الكشفِ عنِ الأشكالِ الأقلَ وضوحاً فِي التّواصلِ بينَ المخلوقاتِ.