اضطرابات تناول الطعام – الجزء الثالث
هل تتخيل حياتك عبارة عن دورة من تناول الطعام بشراهة والسعي الحثيث التخلص منه ! تابع معنا هذا الاضطراب وأعراضه…
تحدثنا في المقالين السابقين عن أحد أهم هذه الاضطرابات ألا وهو:
القهم العصبي (anorexi nervosa)
رابط الجزء الأول: هنا
رابط الجزء الثاني: هنا
وسنتابع الحديث اليوم عن الاضطراب الثاني، وهو (النهم العصبي)
•النهم العصبي (Bulimia nervosa):
جميعنا من الممكن أن نلجأ للطعام عندما نشعر بالوحدة، أو الملل، أو الضغط، لكن مرضى النهم العصبي يصبح الطعام عندهم أكثر من مجرد وسيلة للتنفيس عن الضغوط، ولنتعرف أكثر:
– ما النهم العصبي؟
هو عبارة عن اضطراب طعامي عصبي، يتميز بفترات متكررة من النّهم الشديد يتبعها لوم وتقريع للنفس، ثم محاولات جاهدة لتجنب زيادة الوزن. يصيب هذا الاضطراب كلاً من الرجال والنساء بجميع الأعمار، لكن يشيع أكثر عند الشباب.
تتحول الحياة لمن يعاني من النهم العصبي إلى حلقة مفرغة من الأكل بنهم شديد، ثم لوم للنفس وشعور بالذنب، يتبعها محاولات عنيفة جدًا للتخلص من الطعام المتناول والحفاظ على شكل رشيق للجسم.
ملاحظة: من الجدير بالذكر أنّ النهم العصبي لا يشمل فقط محاولات التخلص من الطعام المتناول مثل: (الإقياء المتعمد، والمسهلات، والملينات)، وإنما يعد الصوم الطويل بعد تناول كميات كبيرة من الطعام، أو ممارسة التمارين المجهدة، أو اتباع نظام حمية عنيف، كل ذلك من أنواع النهم العصبي.
-
ما علامات وأعراض المرض؟
1- علامات الأكل بنهم:
- عدم القدرة على التحكم بالشّبع، وعدم التوقف عن الأكل إلا عند الإحساس بالألم الشديد من التخمة.
- محاولة إخفاء الطعام عن الآخرين، وتمويه الكمية المتناولة كادّخار الطعام في أماكن معينة ثم التسلل ليلًا عندما ينام الجميع والبدء بالأكل النهِم.
- المبادلة بين فترات من الأكل النهِم وأخرى من الصيام الطويل.
2- علامات التخلص من الطعام: - الذهاب إلى الحمام بعد الوجبات (ممكن أن يفتح الماء ليغطي على صوت الإقياء)
- استخدام الملينات، والمسهلات، والحقن الشرجية الملينة.
وغالبًا ما يحاول المريض تغطية رائحة الإقياء بعطر، أو علكة، أو معجون أسنان. - ممارسة التمارين بشدة خاصة بعد تناول الطعام.
3- علامات جسدية مميزة للمصابين بالنهم العصبي: - آثار ندبات على الأصابع أو الأيدي (ناتجة عن دفع الأصابع داخل الحلق لتحريض التقيؤ).
- تغير لون الأسنان (نتيجة التعرض المستمر لحمض المعدة ).
- لا نلاحظ نحافة شديدة أو وزنًا دون المعدل الطبيعي بل على العكس فالوزن يكون غالبًا ضمن المعدل الطبيعي أو يزيد قليلًا (الوزن دون المعدل: هو من علامات القهم العصبي الذي تحدثنا عنه سابقًا).
- من الممكن أن نلاحظ تبدلات بالوزن بحدود (10 باوند) زيادة أو نقصاناً، وذلك حسب فترات الأكل بنهم أو الصوم.
-
ما أسباب الإصابة بالنهم العصبي؟
كما ذكرنا سابقًا عند حديثنا عن القهم العصبي، أنه لا يوجد سبب معين لهذه الاضطرابات؛ فهي عبارة عن اضطرابات نفسية يلعب فيها تقدير الإنسان لذاته، وطريقة تأثره بالمجتمع المحيط به، الدور الأكبر لقابلية إصابته بهذه الاضطرابات.
-
ما تأثيراتها على الجسم؟
الأثر الضار الأهم هو التجفاف واضطراب في توازن شوارد الجسم الناتج عن الإقياء المستمر وفرط تناول الملينات. ومن المعروف أنّ نقص شوارد البوتاسيوم قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الجسم أهمها: لانظميات قلبية وفشل كلوي.
بالإضافة إلى العديد من المشاكل الجسدية والنفسية الأخرى، مثل: - التأثير على الدماغ (الشعور بالخجل، والقلق، والاكتئاب…).
- على الفم (أمراض اللثة، وحساسية الأسنان للطعام الحار والبارد).
- ضعف العضلات، وألم في المعدة، وجلد جاف…إلخ.
- هل يمكن الشفاء من النهم العصبي؟
بالطبع يمكن الشفاء وعودة التمتع بنظام صحي للأكل. وكما أسلفنا في القهم العصبي فالعلاج نفسي بالدرجة الأولى، والخطوة الأولى في العلاج هي تقبُّل المريض فكرة مرضه، ورغبته الصادقة في العلاج. أما الخطوة الثانية فتكون للأهل والأصدقاء والمحيط الاجتماعي فمن الواجب إحاطة المريض بالعناية المكثفة، وتقديم الدعم المعنوي لمساعدة المريض للعودة إلى التحكم بالطعام بشكل طبيعي.
معلومة مهمة يمكن أن تساعد مريض النهم العصبي على كسر الحلقة التي وضع نفسه فيها:
((الملينات لا تمنع زيادة الوزن)) لهذا السبب معظم المصابين بالنهم العصبي يعانون من زيادة الوزن بمرور الوقت؛ والسبب أن الملينات والمسهلات وحدها هي وسيلة غير فعالة في التحكم بالحريرات المتناولة، فالجسم يبدأ باستهلاك الحريرات من اللحظة التي يوضع فيها الطعام في الفم، وتتحكم الملينات فقط بـ(10%) من الحريرات المتناولة، أما الإقياء بعد الطعام مباشرة فيمكن أن يتحكم بـ(50%) من الحريرات المتناولة، وأحيانًا أقل من ذلك.
أخيرًا: النهم العصبي يسبب للشخص الشعور باليأس، والإحباط، وفقدان الأمل، بالإضافة إلى لوم وتقريع النفس وعدم الرضى عن الذات؛ ومن هنا نجد أهمية معرفة الشخص لكيفية طرد هذه الأفكار السلبية والتحكم بأفكاره ليكون قادرًا على التحكم بجميع أمور حياته الأخرى ومن ضمنها الأكل.
المصادر في رابط المنشور على صفحتنا
.