إبنُ طُفيّل.. الفيلسوف الأندلسي – الجزء الأول
من هو؟
هو: محمد بن عبدالملك بن محمد بن طفيل القيسي، ينتسب إلى قبيلة قيس.
ولد في وادي أش، وهي بلدة وجدت أوائل القرن الهجري السادس، في وادٍ خصيب، وتبعد عن غرناطة حوالي ستين كم.
وإليكم ما نقل إلينا عن ابن طفيل، وما ذكره التاريخ عن شبابه ونشأته:
درس ابن طفيل الطب في غرناطة، وشغل بعدها منصب أمين الأسرار لحاكم ولاية غرناطة، ثم عُين طبيبًا لأبي يعقوب يوسف صاحب المغرب، وكان وزيره وصديقه المقرب.
أنتج ابن طفيل في هذه الفترة تصانيف في أنواع الفلسفة من الطبيعيات والإلهيات وغير ذلك، وذكر المؤرخون وجود رسالة في النفس لابن طفيل، ورسائل في الطب تبادلها مع ابن رشد، ويذكر البطروجي الفلكي وابن رشد؛ أن ابن طفيل وفق لنظام فلكي يخالف النظام الذى وضعه بطليموس.
لكن هذا النظام الفلكي الذي وضعه ابن طفيل؛ لم يصل إلينا، ولا رسائله. والمصدر الوحيد الذي نعتمد عليه لابن طفيل، هي رسالته (حي بن يقظان). فهو الكتاب الوحيد الذى وصل إلينا من رسائل ابن طفيل.
وإذا كان ابن طفيل طبيبًا وفلكيًا، بشهادة أحد كبار الفلكيين، وفيلسوفًا إلهيًا، فإنه كان أيضًا أديبًا. ورسالته “حي بن يقظان” تبرهن وتثبت ذلك. يقول الدكتور أحمد أمين: (نحن لو قارنّا بين ابن سينا وابن طفيل من الناحيه الأدبية، وجدنا أن ابن طفيل أرقى لغةً وأدبًا من ابن سينا بكثير، فعبارة ابن طفيل أدبية مشرقة، وعبارة ابن سينا غامضة مغلقة، ويظهر أن ابن طفيل كان مثقفًا ثقافة أدبية أرقى من ثقافة ابن سينا).
كما كان ابن طفيل شاعرًا أيضًا، لكن شعره اقتصر على العاطفي والفلسفي، ومن شعره الفلسفي والذي يتحدث به عن صلة الروح بالبدن، يقول:
نور تردد فى طين إلى أجل.. فانحاز علوًا وخلّى الطين للكفن
يا شد ما افترقا من بعد اعتلقا.. أظنها هدنة كانت على دخن
إن لم يكن في رضى الله اجتماعهما.. فيا لها صفقة تمت على غبن
هذا ما نقل إلينا وما ذكره التاريخ عن ابن طفيل فى حياته، ولم تنقل إلينا فلسفة ابن طفيل إلا عن طريق رسالته حي بن يقظان، التي وضح فيها ابن طفيل فلسفته. يقول فيها: (إن العقل يمكن أن يصل إلى الله بعد عدة خطوات، ووجود الله تعالى يمكن للعقل أن يصل إليه)، هذه فكرته مجملة، وفي المقال القادم سنتعرف أكثر عن فلسفته من خلال رسالته (حي بن يقظان) فانتظرونا إن شاء الله.
المصادر: فلسفة ابن طفيل.. للدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله.. صفحة 9,10,12,17
كتاب أحمد أمين (قصة حي بن يقظان).
المصادر في رابط المنشور على صفحتنا
.