مسجد قرطبة
يوصف المسجد بأنه تحفة معمارية حقيقية تجسد العمارة الإسلامية في حقبة العصور الوسطى ـ و لقد بني المسجد خلال الفترة ما بين عامي 784 ، 987 و عند استعادة المدينة بقيادة فرديناند الثالث عام 1236 ، ام تحويله إلى كنيسة ، بالرغم من أن مبنى المسجد قد شهد تغييرات كبيرة على مدى القرون التالية ، إلا أنه لا يزال يحتفظ بالكثير من تصميمه المعماري الأصلي
في عام 1984 ، تم وضعه على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو كجزء من المنطقة التاريخية في المدينة .
وعنه يقول الحميري إنه الجامع ̎المشهور أمره، الشائع ذكره، من أجل مصانع الدنيا كبر مساحة، وإحكام صنعة، وجمال هيئة، وإتقان بنية، تهمم به الخلفاء المروانيون، فزادوا فيه زيادة بعد زيادة، وتتميما إثر تتميم، حتى بلغ الغاية في الإتقان، فصار يحار فيه الطرف، ويعجز عن حسنه الوصف، فليس في مساجد المسلمين مثله تنميقا وطولا وعرضا̎. أما الشريف الإدريسي فيقول عنه في كتابه »نزهة المشتاق في اختراق الآفاق « : ̎ … وفيها المسجد الذي ليس بمساجد المسلمين مثله بنية وتنميقا وطولا وعرضا̎. وهكذا أصبح يضرب بهذا المسجد المثل في العظمة والاتساع وفي كثرة الزخارف والجمال، وقد بالغ مؤرخو العرب في وصفهم له، فصوروه تصويرا أقرب إلى الخيال، واختصوه بعنايتهم، وعظموه وأجلوه، وكتبوا في تاريخه ووصفه فصولا طوالا تعد من أهم المصادر عن هذا الأثر الخالد الجليل.