باسم داروين وخرافة التطور : فضيحة حدائق حيوان البشر
#منكوشات_تطورية – باسم داروين وخرافة التطور : فضيحة حدائق حيوان البشر – اقرأوا التاريخ !!
لعل أضحك موقف لأحدنا مع جهلة التطور هو عندما يقف منتفشا راسما أمارات العلم على وجهه ليقول لك :
” لا تكن جاهلا وتقل لي أن الإنسان تطور من قرد – التطور لم يقل ذلك ”
فلا تعرف ساعتها ماذا تفعل بابن عم القرد هذا ؟!!
إنه تماما كمَن يقول لك : لا تقل أني سرقت المحل – ولكن قل أني قتلت صحاب المحل لأسرق المحل !!
هذا بالضبط هو الشيء الوحيد الذي يكرره كل جاهل بالتطور على حقيقته قبل حتى أن تناقشه في أي شيء علمي (يريد أن يقول لك أنك جاهل ولا تعرف شيء غير الإشاعات)
والحقيقة أن داروين نفسه في خطاباته وسيرته الذاتية – وكما في الفيلم الوثائقي بعنوان : فكرة داروين الخطيرة Darwin’s Dangerous Idea – BBC لم تقوم خرافة تطور البشر لديه إلا بالـ (ِبالشبه) بين الإنسان والأورانجتان (نوع شبيه بالشيمبانزي) !!
فالإنسان عنده مثله مثل القرد والأورانجتان والشيمبانزي والغوريلا : كلهم من أصل واحد منحني مُشعر بذيل (مثل القرود) !! فما الفرق ؟!!
فقط الإنسان هو أعلاهم تطورا – وطبعا ليس كل إنسان !! وإنما الأوروبي الأبيض !!
وأما باقي البشر – وباقي أجناس الإنسان : هم عند داروين في مرحلة وسطى بين القرود والغوريلا وسلفهم وبين الإنسان !! هم لم يكتمل تطورهم بعد وخصوصا :
السكان الأصليين للقارات مثل استراليا وأفريقيا والأمريكيتين !!
ولهذا السبب – وبسبب تلك الرؤيا الضالة لدراوين وعبيده من بعده – : تم ارتكاب أفظه الجرائم وأكثرها وحشية في حق هؤلاء البشر (بعشرات الملايين) في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين تقريبا !!
كله بسبب التطور الذي تصفه الصفحات العلمية المؤدلجة والعميلة بأنه :
الخير والسلام والعلم والتقدم والحضارة والرقي للإنسانية !!
يقول داروين في كتابه الثاني أصل الإنسان (والذي كتبه بعد أصل الأنواع بسنوات وكان أكثر منه خرافة وتطرفا) :
” في فترة مستقبلية ما ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون : سنجد أن الأجناس المتحضرة للإنسان وبشكل شبه مؤكد ستُبيد وتَستبدل الأجناس الوحشية في العالم !! وفي الوقت نفسه : ستباد بلا شك الكائنات شبه الآدمية !! ومن ثم ستزداد الفجوة ما بين الإنسانِ : وما بين أقرب حلفائه اتساعا !! حيث سينتقل إلى حالةٍ أكثر تحضرا كما نتمنى !! بل وستكون أكثر اتساعا إذا ما قورنت بالتي بين القوقازيينِ وقرد منحط كالبابون : بدلا من الموجودة الآن بين الزنجي أَو الإسترالي والغوريللا ” !!
النص بالإنجليزية :
“At some future period, not very distant as measured by centuries, the civilised races of man will almost certainly exterminate, and replace, the savage races throughout the world. At the same time the anthropomorphous apes, as Professor Schaaffhausen has remarked, will no doubt be exterminated. The break between man and his nearest allies will then be wider, for it will intervene between man in a more civilised state, as we may hope, even than the Caucasian, and some ape as low as a baboon, instead of as now between the negro or Australian and the gorilla.”
المصدر :
Charles Darwin (1871) The Descent of Man, 1st edition, pages 168 -169.
فالحمد لله على نعمة الإسلام ورقيه وحضارته التي ساوت بين الجميع أمام الله :
” ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ” الحجرات 13
وصلى اللهم على نبيه محمد القائل كما في مسند الإمام أحمد :
” لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض : إلا بالتقوى ” !!
——————
والآن لنرى معا ما الذي ترتب على هذا الكلام الذي يقطر (علما) و (إنسانية) و (تقدما) و (حضارة) !!
————
1))
إن هذه النزعة (العرقية) التي غرسها وأكدها داروين في نفس الإنسان الأوروبي أو الجنس (الأبيض) عموما : وأنه (الأرقى) والأكثر (تطورا) : أججت أكثر وحشية نيران الاستعمار البريطاني والفرنسي والاسباني والبرتغالي للعالم !!
لقد صاروا ينظرون لباقي البشر على أنهم (حيوانات) لم يكتمل تطورهم مثلهم !! بل وضموا إلى ذلك كل إنسان مُبتلى في جسده بعاهة أو عيب ما (مثل صغر حجم الرأس أو تضخم جزء معين من جسده أو الأقزام وهكذا)
وصارت نظرتهم للسود والزنوج على أنهم الأقرب للغوريلا (أخذوها بالشبه أيضا مثل داروين وخصوصا بروز الجبهة للأمام وكبر فتحتي الأنف) !! وحتى عشرات الملايين الذين قتلهم الإنسان الأوروبي الأبيض من غير ذرة ضمير : كان بدافع هذه النظرة التطورية للآخرين على أنهم (حيوانات) !!
وصار من المعتاد أن يأتي الجنود الاستعماريين من بلاد أستراليا أو أفريقيا أو الأمريكيتين ببعض هؤلاء كـ (نماذج) فريدة يتم عرضها على الإنسان الأوروبي كعجيبة من عجائب الحيوانات !!
إنه ميراث داروين (العبقري) عندما مكث قرابة العام في جزيرة (تيرا دال فويجو) بسواحل امريكا الجنوبية ليأخذ منها فويجيين ثلاثة ليعرضهم على الناس في إنجلترا !!
(ونعم التحضر والرقي الصراحة !!)
لقد ظنوا أن تصرفات أولئك البشر تدل على (حيوانيتهم) !!
ونسوا أن هؤلاء البشر عاشوا في غياهب الأدغال والغابات والسواحل لآلاف السنين عيشة غاية في البساطة بعيدا عن المدنية !! فماذا كان ينتظرون منهم مثلا ؟!
أن يقودوا السيارات ؟!
وهكذا ظل (سرقة وإحضار) آلاف البشر إلى أوروبا وأمريكا لعرضهم أو قتلهم وتشريحهم لدراستهم أو لقياس أبعاد جماجمهم ورؤوسهم : لعشرات السنين باسم العلم وخرافة التطور !!
————
2))
فلما امتزجت الخرافة بالعلم : رأوا أن يخصصوا أماكن في حدائق الحيوان بالفعل لعرض هذه النماذج البشرية : أو يخصصوا لها حدائق كاملة لهم !! وكانوا يسمونها بـ :
حدائق حيوان البشر Human zoo
أو : معارض الأعراق : Ethnological expositions
أو : حديقة الزراعة الاستوائية
وغيرها
وبالفعل – وبتأثير انتشار الصحافة في ذلك الوقت – كان إقبال الأوروبيين والغربيين عموما والأمريكان على هذه الحدائق كبيرا ليشاهدوا صورا من مختلف أنماط حياة أولئك البشر – حيث تم بناء وعمل محاكاة لأكواخهم ولطبيعة العشب والغابات التي كانوا فيها – وكذلك المستنقعات
وكان يمر الأوروبيون والأمريكان عليهم ليفعلوا بهم كما يفعلون بالحيوانات تماما !!
المشاهدة بما لا يوجد معه أي قدر من الإنسانية أو الخصوصية !!
رمي الطعام لهم والمأكولات
التصفيق لهم
أو استثارتهم ليتحركوا !!
————
3))
وأما الأسوأ حالا : فكان وضع بعضهم في الأقفاص مثل الحيوانات بالضبط (تخيلوا إنسان يوضع في قفص كالحيوان ليشاهده ويضربه الناس ويوخزونه بالعصا ويرمونه بالأشياء) !! ولعل أشهر مأساة عالمية في ذلك كانت مأساة الأفريقي :
أوتا بينجا
ولكن هذا نفرده في منشور قادم بإذن الله – إذا اليوم فقط اكتفينا بهذه المقدمة المشينة لخرافة التطور باسم (داروين) وما جناه على البشرية