لقد كتبت مرة أن انجليزيّ القرن العشرين يقرأ أدب إنجليز القرن السادس عشر فلا يفهمه إلا بترجمان، ونحن نقرأ شعراً عربيًّا من ألف وأربع مئة سنة فنفهمه كما نفهم شعر شعرائنا اليوم، فمن أين للعربية هذه المزيّة ؟ وكيف ثبتت العربية رغم النكبات الثقال التي مرّت بها ؟ وكيف عجزت الدول التركية والفارسية التي تعاقبت على بلاد العرب من أيام الواثق عن أن تقضي عليها ؟ بل كيف استطاعت هي أن تقضي على عجمتهم وتُدخلهم تحت لوائها ؟ وما هو السر في قوة العربية وثباتها ؟
إن السر في هذا الحصن المتين الذي حصّنها الله به : القرآن يا سادة، القرآن .