الانفجار الكامبري، هل نجح التطوريون في حل معضلته؟
الانفجار الكامبري، هل نجح التطوريون في حل معضلته؟
الانفجار الكامبري هو حدث يُعبر عن الظهور السريع للأحياء في الحقبة الجيولوجية الكامبرية والذي تمّ الاستدلال على وقوعه بالظهور المفاجئ لمستحاثات أسلاف الحيوانات المألوفة ضمن السجل الأحفوري الأرضي، ويُقدر زمن هذا التوسع الكبير في الأنواع الأحيائية بنحو 10 ملايين سنة فقط.
يُبرر الكثير من التطوريين الانفجار الكامبري بغياب الحفريات، حيث يدّعون أن الحيوانات كانت رخوية وقتها ولم تتحجر ولم تُحفظ! ثم ما لبثت أن “طورت” أجزاء صلبة مثل العظام أو القشور أو القَواقِع…الخ، وتم حفظها في وقت واحد فتظهر وكأنها انفجرت إلى الوجود.
فبالنسبة لهم، الانفجار الكامبري هو مجرد وهم وسراب فقط!
لكن هذا التبرير يعاني من أطنان من المشاكل وقد تم دحضه مرارًا وتكرارًا ولن نذكر كل الأدلة ضده بل سنترك واحدة من الدراسات الحديثة تقوم بذلك! (1)
في هذه الدراسة قام العلماء بمعاينة السجل الأحفوري لأكبر مجموعة حيوانات معروفة وهي مفصليات الأرجل الحقيقية (Euarthropods)، وهم في ذلك أيضًا قد استخدموا ضوء التطور الدارويني نفسه والنماذج التطورية المطروحة!
لكن، وعلى الرغم من ذلك، لم يجدوا بدًا من الاعتراف بأن السجل الأحفوري كامل جدًا، وأنه يعطينا الصورة الحقيقة عن العصر الكامبري، وأنّ عدم وجود حفريات في الحقبة ما قبل الكامبرية (635 – 541 مليون سنة) سببه عدم وجودها حقا (أي أن الحيوانات التي ظهرت في الحقبة الكامبرية لم تتطور من أسلاف سابقة) وليس بسبب عدم حفظها.
يقول الدكتور “جريج إيديكومب” من متحف التاريخ الطبيعي في لندن معلقًا على الدراسة:
“The idea that arthropods are missing from the Precambrian fossil record because of biases in how fossils are preserved can now be rejected,” says Dr. Greg Edgecombe FRS from the Natural History Museum, London, who was not involved in the study. “The authors make a very compelling case that the late Precambrian and Cambrian are in fact very similar in terms of how fossils preserve. There is really just one plausible explanation—arthropods hadn’t yet evolved.”
” فكرة أن مفصليات الأرجل غائبة في سجل الأحافير قبل الكامبري بسبب تحيز في طريقة التحجر يمكن الآن رفضها”، ويضيف “أصحاب هذه الدراسة قاموا بتقديم قضية مقنعة جدًا عن تشابه طريقة التحجر في الحقبتين قبل الكامبرية و الكامبرية. هناك حقا تفسير واحد فقط لعدم وجود مفصليات الأرجل (في العصر ما قبل الكامبري يعني) وهو أنها لم تكن تطورت” (2)
هذه النتيجة كانت متوقعة ومدعومة من أطنان من الأدلة المستقلة! لكنهم في هذه الدراسة وضعوا المسمار الأخير في نعش هذه الفكرة!
يقول الباحثون في الدراسة:
“The absence of animals from Ediacaran age rocks has been explained by either poor fossilization at this time, or by being too small to fossilize . Hypotheses that regard Precambrian preservation as insufficient to preserve euarthropods can no longer be sustained, given the abundant lagerstätten from the Ediacaran Period. Similarly, claims that euarthropods evolved as a tiny and soft-bodied meiofauna that escaped preservation cannot be substantiated because of how commonly the phosphate window is found in the Ediacaran and lower Cambrian, with microscopic euarthropods not appearing until 514 Ma”
“غياب الحيوانات من الصخور من العصر الإيدياكري (قبل الكامبري) قد تم تفسيرها بسوء التحجر في هذه الفترة أو بكون الحيوانات كانت صغيرة جدًا لكي تتحجر. تلك (الفرضيات) التي تعتبر التحجر في العصر ما قبل الكامبري غير كاف لحفظ مفصليات الأرجل الحقيقة لم يعد من الممكن دعمها في ضوء كثرة صخور اللاجيرستاتين (صخور رسوبية احتفظت بالعديد من الأنسجة الرخوة من فترة الإيدياكران)
كذلك فإن الادعاء بأن مفصليات الأرجل تطورت من حيوانات صغيرة رخوية ولم تتحجر لم يعد من الممكن دعمها أيضًا، بسبب كثرة الفوسفات في العصر الإيدياكري والكامبري الأدنى، مع ظهور مفصليات الأرجل الميكروسكوبية فقط قبل 514 مليون سنة” (1)
يقول أحد مؤلفي هذه الدراسة معلقًا أيضًا:
Harriet Drage, a Ph.D. student at Oxford University Department of Zoology and one of the paper’s co-authors, says: “When it comes to understanding the early history of life the best source of evidence that we have is the fossil record, which is compelling and very complete around the early to middle Cambrian. It speaks volumes about the origin of euarthropods during an interval of time when fossil preservation was the best it has ever been.”
يقول هاريت درايج طالب الدكتوراه في جامعة أوكسفورد في علم الحيوان وأحد مؤلفي الدراسة: “عندما نحاول فهم تاريخ الحياة علي الأرض فإن أفضل مصدر للأدلة هو السجل الأحفوري والذي يعتبر جد مقنع وكامل في العصر الكامبري المبكر و المتوسط. إنه يعطينا مجلدات من المعلومات حول أصل مفصليات الأرجل في فترة زمنية كان حفظ المتحجرات فيها على أحسن ما يكون” (2)
تلك الدراسة تضيف إلى غيرها من الدراسات التي أكدت أن السجل الأحفوري كامل جدًا في تلك الفترة، وأن فرضيات ودعاوى عدم اكتمال السجل أو اختفاء الحلقات الوسيطة هو افتراض متهافت ليس له ما يدعمه، ولا توجد أية أحافير للملايين من الأسلاف و الحلقات الوسيطة!
كالعادة فإن التطوريين يضرب كلامهم بعضه بعضًا، فالسجل الأحفوري يقول بوضوح “أنا كامل في هذه الفترة” لكنك تجدهم يستخدمون الاحتجاج بالمجهول (عدم حفظ الحفريات) لتفسير عدم وجود أسلاف لمفصليات الأرجل التي ظهرت بدون أسلاف ولا حلقات وسيطة!!
بل الأسوأ أن الأسلاف المزعومة لمفصليات الأرجل موجودة بالفعل في السجل الحفري منذ 518 مليون سنة!! أي أنها موجودة في السجل الحفري بعد خلفها المفترض! وتفسيرهم لظهورها زمنيًا بعد خلفها كما يزعمون هو أنها طرية أو رخوية و يصعب حفظها!! أي أنه طبقًا للخيال التطوري لم يتم حفظ ولا سلف واحد من آلاف الخطوات لتطور مفصليات الأرجل خلال 20 مليون سنة على الأقل في صخور هم أنفسهم يقولون أنها من أفضل الصخور التي تحفظ الأنسجة الرخوة!!
الخلاصة هي أنّ التهرب الأشهر للتطوريين من الانفجار الكامبري أصبح غير قابل للدفاع عنه! وما زالت الخرافة تنهار حجرًا حجرًا!!