تصاعد نسبة جرائم العنف المنزلي في المملكة المتحدة اثناء الحجر المنزلي
تصاعد نسبة جرائم العنف المنزلي في المملكة المتحدة أثناء الحجر المنزلي!
زادت البلاغات الهاتفية عن العنف المنزلي بنسبة تقترب من النصف أثناء فترة الحجر المنزلي في المملكة المتحدة، فقد ارتفع عدد المكالمات التي ترد خط المساعدة الوطني المعني بالعنف المنزلي بنسبة 49%. وقد قامت قوات شرطة العاصمة Met Police officers بما متوسطه 100 حالة اعتقال يوميًّا، بسبب جرائم العنف المنزلي أثناء فترة الحجر، وقد اعتُقِل أكثر من 4,000 شخص في جميع أنحاء لندن خلال الأسابيع الستة حتى يوم 19 أبريل.
وكشف تقرير لدائرة شرطة العاصمة تضاعف عمليات القتل بسبب العنف المنزلي أثناء فترة الحجر، بعد وفاة 16 شخصًا، وهو أكثر عدد قتلى نتيجة العنف المنزلي في مدة ثلاثة أسابيع منذ 11 عامًا، وأكثر من ضعف المعدل العام.
وقال باحثون في مشروع إحصاء عدد النساء الميتات لأعضاء مجلس النواب: إن 14 امرأة وطفلين قُتلوا في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحجر، ومن أمثلة هذه الجرائم ما حدث بعد أيام قليلة من تطبيق الحجر في 23 مارس، إذ طُعِنت أم وابنتها حتى الموت، قبل العثور على جثة الأب في حريق منزل في هيميل هيمبستيد Hemel Hempstead، وفي اليوم نفسه أطلق زوج النار على زوجته وابنتيه الصغيرتين في منزلهما في ساسِكس Sussex قبل أن يطلق النار على نفسه، ويُزعم أن روبرت نيدهام Robert Needham البالغ من العمر 42 عامًا، قتل شريكته كيلي فيتزغيبونز Kelly Fitzgibbons ذات الأربعين عاماً، وطفلتيهما إيفا، البالغة من العمر خمس سنوات، وليكسي، البالغة من العمر ثلاث سنوات؛ بعد أن عانوا من مخاوف مالية مرتبطة بتفشي الفيروس. وقد طالب ضحايا الاعتداء من الذكور أيضًا بالمساعدة بأعداد أكبر، فقد شهد خط المشورة الخاص بالرجال زيادة في المكالمات بنسبة 35% في الأسبوع الأول من الحجر.
وتواجه الحكومة الآن دعوات من أعضاء البرلمان لوضع خطة عمل كاملة للتصدي لارتفاع موجة العنف المنزلي منذ بدء الحجر، وطالب أعضاء في البرلمان بنشر “الأماكن الآمنة” -حيث يمكن للضحايا طلب المساعدة- في المحالّ الكبرى وغيرها من المتاجر. وقالت وزارة الداخلية إنها تزيد التمويل لدعم خطوط المساعدة والخدمات عبر الإنترنت. وبدورها قالت اللجنة المختارة للشؤون الداخلية: “دونَ استراتيجيةٍ حكومية شاملة للتعامل مع نتائج هذا العنف؛ سنتعامل مع عواقب وخيمة على النشء”، وأضافت أن الاستراتيجية ينبغي أن تشمل زيادة الوعي والوقاية، ودعم الضحايا وتوفير السكن لهم، والاستجابة للعدالة الجنائية؛ بدعم من التمويل المخصص والقيادة الوزارية. وقد دعا أعضاء البرلمان أيضًا إلى تقديم المزيد من المساعدة، بالسماح للضحايا بالحصول على الدعم في الأوقات التي قد لا يتمكنون فيها من استخدام الهاتف أو طلب المساعدة من الأصدقاء.
وقالت يفيت كوبر Yvette Cooper رئيسة اللجنة، أن البقاء في المنزل ضروري لمنع انتشار الفيروس، ولكن: “بالنسبة لبعض الناس، المنزل ليس آمنًا، ومطلوب (إجراءات عاجلة) لحمايتهم، ومع أننا نرحب بالحملة الإعلامية الوطنية التي تقوم بها الحكومة، إلا أنها تحتاج إلى الذهاب أبعد من ذلك”، وأضافت: “الأمور صعبة بشكل خاص على الأطفال المعرضين للخطر، ولا يمكننا التخلي عنهم في خضم هذه الأزمة”، واختتمت: “يمكن أن تستمر الندوب العاطفية والجسدية والاجتماعية الناجمة عن سوء المعاملة المنزلية مدى الحياة، وإذا لم نعمل على معالجتها الآن، فسوف نشعر بعواقب ازدياد الإيذاء الجسدي خلال أزمة الفيروس لسنوات عديدة قادمة”.
وسلط التقرير أيضًا الضوء على نقص سعة الملاجئ، إذ رُفِضَت 64% من طلبات توفير مكان للضحايا عام 2018-2019.
وقالت ساندرا هورلي Sandra Horley، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة اللاجئين، إن الحاجة إلى التمويل لم تكن ملحة كهذه من قبل؛ لذا يجب ضمان مكان آمن مع دعم متخصص، لجميع النساء اللواتي يحتجن الهروب أثناء الحجر وما بعده، وأضافت أن هذا ينبغي أن ينطبق أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من وضع غير آمن في الهجرة، الذين لا يُسمح لهم بالحصول على معظم الاستحقاقات الحكومية.
وقالت وزيرة الحماية فيكتوريا أتكينز Victoria Atkins إنه بالإضافة إلى حملة توعية وطنية، تقدم الحكومة تمويلًا إضافيًّا لخطوط المساعدة والدعم عبر الإنترنت، وإن الحكومة قد جعلت الأولوية لأولئك المعرضين لخطر سوء المعاملة المنزلية، في هذه الحالة الصحية الطارئة.
المصدر :
https://www.bbc.com/news/uk-52433520